مختص بمنصات التواصل الاجتماعي يجب توثيق المحتوى الفلسطيني حتى لا يحذف لاحقًا
توثيق المحتوى الفلسطيني: ضرورة حتمية في مواجهة الحذف الرقمي
في عصرنا الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة معركة جديدة، لا تقل أهمية عن ساحات القتال التقليدية. ففيها تُروى الروايات، وتُنقل الأخبار، وتُشكّل الآراء. بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من احتلال مستمر وتجاهل دولي، تُعتبر هذه المنصات نافذة مهمة لإيصال صوته للعالم، ولتوثيق تاريخه وهويته وثقافته، ومواجهة الرواية الإسرائيلية المهيمنة.
إلا أن هذه النافذة تواجه تهديدًا مستمرًا، يتمثل في حذف المحتوى الفلسطيني من قبل هذه المنصات، بحجج مختلفة تتراوح بين مخالفة معايير المجتمع و التحريض على العنف. هذا الحذف لا يقتصر على المحتوى السياسي فحسب، بل يطال أيضًا المحتوى الثقافي والفني والاجتماعي، مما يهدد بمسح الذاكرة الفلسطينية الرقمية، وتقويض قدرة الفلسطينيين على التعبير عن أنفسهم بحرية.
الفيديو الذي يحمل عنوان مختص بمنصات التواصل الاجتماعي يجب توثيق المحتوى الفلسطيني حتى لا يحذف لاحقًا والمتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=oARk87vRpO8 يسلط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة، ويقدم حلولًا عملية لمواجهتها. يؤكد المختص في الفيديو على أهمية توثيق المحتوى الفلسطيني بشكل منهجي ومنظم، لضمان بقائه وحمايته من الحذف، وليكون متاحًا للأجيال القادمة.
لماذا توثيق المحتوى الفلسطيني ضرورة حتمية؟
- حماية الذاكرة الجماعية: التوثيق يحمي الذاكرة الفلسطينية من التشويه والضياع. فهو يضمن بقاء الشهادات الحية، والقصص الشخصية، والأحداث التاريخية موثقة ومتاحة للباحثين والمؤرخين والجمهور العام.
- مواجهة الرواية الإسرائيلية: التوثيق يسمح للفلسطينيين بتقديم روايتهم الخاصة للأحداث، ومواجهة الرواية الإسرائيلية المهيمنة، التي غالبًا ما تتجاهل أو تشوه الحقائق التاريخية.
- إثبات الحقوق: التوثيق يساعد في إثبات الحقوق الفلسطينية، سواء كانت حقوقًا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. فالتوثيق يوفر الأدلة والبراهين اللازمة للدفاع عن هذه الحقوق في المحافل الدولية.
- تمكين الفلسطينيين: التوثيق يمكّن الفلسطينيين من التعبير عن أنفسهم بحرية، ومشاركة قصصهم وتجاربهم مع العالم. فهو يمنحهم صوتًا وقوة في مواجهة التحديات التي تواجههم.
- الحفاظ على الهوية والثقافة: التوثيق يحافظ على الهوية والثقافة الفلسطينية من الاندثار. فهو يضمن بقاء التراث الشعبي، والفنون، والأدب، والموسيقى الفلسطينية حية ومتداولة.
تحديات تواجه توثيق المحتوى الفلسطيني
على الرغم من أهمية توثيق المحتوى الفلسطيني، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه العملية، منها:
- الحذف المتعمد من منصات التواصل الاجتماعي: هذا هو التحدي الأكبر، حيث تقوم منصات مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب بحذف المحتوى الفلسطيني بشكل متكرر، بحجج مختلفة.
- نقص الموارد: التوثيق يتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة، والفلسطينيون غالبًا ما يفتقرون إلى هذه الموارد.
- القيود المفروضة على حرية التعبير: في ظل الاحتلال الإسرائيلي، يواجه الفلسطينيون قيودًا كبيرة على حرية التعبير، مما يجعل عملية التوثيق أكثر صعوبة.
- الرقابة الذاتية: بسبب الخوف من العقاب، قد يلجأ بعض الفلسطينيين إلى الرقابة الذاتية، مما يحد من قدرتهم على توثيق الأحداث بحرية.
- التشتت وغياب التنسيق: غالبًا ما تكون جهود التوثيق متفرقة وغير منسقة، مما يقلل من فعاليتها.
حلول عملية لتوثيق المحتوى الفلسطيني
لمواجهة هذه التحديات، يقترح الفيديو وخبراء آخرون مجموعة من الحلول العملية، منها:
- إنشاء أرشيف رقمي فلسطيني: يجب إنشاء أرشيف رقمي مركزي، يجمع ويوثق جميع أنواع المحتوى الفلسطيني، بما في ذلك النصوص، والصور، والفيديوهات، والتسجيلات الصوتية.
- استخدام منصات بديلة: يجب البحث عن منصات تواصل اجتماعي بديلة، لا تخضع للرقابة أو التحيز، واستخدامها لنشر المحتوى الفلسطيني.
- تطوير أدوات وبرامج توثيق: يجب تطوير أدوات وبرامج توثيق سهلة الاستخدام، تساعد الفلسطينيين على توثيق الأحداث بسرعة وفعالية.
- تدريب الكوادر: يجب تدريب كوادر فلسطينية متخصصة في التوثيق الرقمي، لضمان جودة التوثيق وفاعليته.
- بناء شبكات دعم: يجب بناء شبكات دعم محلية ودولية، لحماية المحتوى الفلسطيني من الحذف، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في حرية التعبير.
- التوعية والتثقيف: يجب توعية الجمهور الفلسطيني بأهمية التوثيق، وتثقيفهم حول كيفية حماية المحتوى الرقمي من الحذف.
- التعاون مع منظمات حقوق الإنسان: يجب التعاون مع منظمات حقوق الإنسان الدولية، لفضح ممارسات حذف المحتوى الفلسطيني، والضغط على منصات التواصل الاجتماعي لضمان حرية التعبير.
- الاستفادة من تقنية البلوك تشين: يمكن استخدام تقنية البلوك تشين لإنشاء أرشيف رقمي لا مركزي وآمن، يصعب حذفه أو التلاعب به.
دور الأفراد والمؤسسات في توثيق المحتوى الفلسطيني
توثيق المحتوى الفلسطيني ليس مسؤولية المؤسسات فقط، بل هو مسؤولية كل فرد فلسطيني. يمكن للأفراد أن يلعبوا دورًا مهمًا في هذه العملية من خلال:
- توثيق الأحداث التي يشهدونها: يمكن للأفراد توثيق الأحداث التي يشهدونها من خلال التقاط الصور والفيديوهات، وكتابة الشهادات، ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.
- حفظ المحتوى الفلسطيني: يمكن للأفراد حفظ المحتوى الفلسطيني المهم، مثل الصور والفيديوهات والمقالات، على أجهزتهم الشخصية، لضمان بقائه في حال حذفه من منصات التواصل الاجتماعي.
- نشر الوعي: يمكن للأفراد نشر الوعي بأهمية التوثيق، وتشجيع الآخرين على المشاركة في هذه العملية.
- دعم المؤسسات: يمكن للأفراد دعم المؤسسات التي تعمل في مجال توثيق المحتوى الفلسطيني، من خلال التبرع بالمال أو الوقت أو المهارات.
أما المؤسسات الفلسطينية، فيجب عليها أن تلعب دورًا رياديًا في توثيق المحتوى الفلسطيني، من خلال:
- إنشاء مشاريع توثيق: يجب على المؤسسات إنشاء مشاريع توثيق شاملة، تغطي جميع جوانب الحياة الفلسطينية.
- توفير التدريب والدعم: يجب على المؤسسات توفير التدريب والدعم للأفراد والمجموعات التي تعمل في مجال التوثيق.
- بناء شراكات: يجب على المؤسسات بناء شراكات مع منظمات حقوق الإنسان الدولية، والمنظمات الإعلامية، والمؤسسات الأكاديمية، لتعزيز جهود التوثيق.
- الدفاع عن حقوق الفلسطينيين: يجب على المؤسسات الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في حرية التعبير، والضغط على منصات التواصل الاجتماعي لضمان عدم حذف المحتوى الفلسطيني.
خلاصة
توثيق المحتوى الفلسطيني ليس مجرد مهمة تقنية، بل هو مهمة وطنية وإنسانية. فهو ضرورة حتمية لحماية الذاكرة الجماعية، ومواجهة الرواية الإسرائيلية، وإثبات الحقوق الفلسطينية، وتمكين الفلسطينيين، والحفاظ على الهوية والثقافة. يجب على الأفراد والمؤسسات أن يتكاتفوا للعمل معًا لتوثيق المحتوى الفلسطيني، وضمان بقائه للأجيال القادمة. الفيديو المذكور أعلاه يمثل دعوة للعمل، وتذكيرًا بأهمية هذه المهمة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القضية الفلسطينية.
مقالات مرتبطة