الله يرحمك ياما طفلة فلسطينية تودع والدتها بعد استشهادها في غزة
الله يرحمك ياما: صرخة الطفولة الفلسطينية في وداع الأم
الفيديو المعروض على يوتيوب بعنوان الله يرحمك ياما طفلة فلسطينية تودع والدتها بعد استشهادها في غزة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=h8wSbw4cztg) ليس مجرد مقطع مرئي عابر، بل هو وثيقة إدانة، وصرخة ألم، ومرثية للطفولة المسلوبة في فلسطين. إنه تجسيد حي للمأساة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتحديداً أطفال غزة، الذين يواجهون الموت واليتم والفقدان بشكل يومي.
الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر طفلة فلسطينية صغيرة، بالكاد تجاوزت سنواتها الخمس، وهي تحتضن جثمان والدتها المسجى، وعيناها تفيضان بالدموع. صوتها المبحوح، الذي يكاد لا يُسمع، يخترق القلوب، وهو يردد بكلمات بسيطة وعفوية: الله يرحمك ياما... الله يرحمك ياما... هذا الوداع المؤلم، هذا المشهد المأساوي، يختزل سنوات من القهر والمعاناة، ويجسد حجم الخسائر التي يتكبدها الفلسطينيون جراء الصراع المستمر.
إن بشاعة هذا الفيديو تكمن في بساطته. لا توجد فيه مؤثرات صوتية أو بصرية، لا يوجد فيه تجميل أو تزييف. إنه واقع عارٍ، كما هو. طفلة صغيرة تفقد أمها، تفقد سندها، تفقد حضنها الدافئ، تفقد كل شيء. هذه الطفلة هي رمز لكل طفل فلسطيني فقد عزيزاً، لكل أم ثكلى فقدت فلذة كبدها، لكل أسرة دمرت منازلها، لكل حلم اغتالته آلة الحرب.
الفيديو يطرح أسئلة وجودية حول الإنسانية، والعدالة، والقانون الدولي. أين هي المنظمات الحقوقية؟ أين هي الدول التي تدعي حماية حقوق الإنسان؟ أين هو العالم الذي يزعم أنه يحمل قيم الحرية والمساواة؟ كيف يمكن للعالم أن يشاهد هذه المشاهد المروعة، وأن يبقى صامتاً، وأن يكتفي بإصدار بيانات الإدانة والشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟
إن استشهاد الأم في غزة ليس مجرد خبر عابر، بل هو جريمة مكتملة الأركان. جريمة ترتكب بحق الإنسانية، وبحق الطفولة، وبحق كل القيم والمبادئ التي يؤمن بها العالم. هذه الأم، التي كانت تحلم بمستقبل أفضل لأبنائها، والتي كانت تعمل جاهدة لتوفير لقمة العيش لهم، والتي كانت تحميهم بكل ما أوتيت من قوة، تحولت فجأة إلى رقم في إحصائيات الضحايا، إلى صورة في نشرات الأخبار، إلى ذكرى مؤلمة في قلوب أحبائها.
الطفلة الفلسطينية، التي ودعت والدتها بكلمات قليلة، حملت على عاتقها عبءاً ثقيلاً. عبء اليتم، وعبء الفقدان، وعبء الحزن. هذه الطفلة، التي كان من المفترض أن تعيش طفولة سعيدة وآمنة، أصبحت فجأة مسؤولة عن رعاية إخوتها الصغار، وعن تذكر والدتها، وعن الحفاظ على ذكراها حية في قلوبهم. هذه الطفلة، التي لم تعرف من الحياة إلا القليل، أصبحت فجأة امرأة صغيرة، تواجه صعوبات الحياة بكل ما أوتيت من صبر وعزيمة.
إن الفيديو يذكرنا بالمسؤولية الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني. مسؤولية كل فرد منا في أن يسعى إلى تحقيق العدالة، وإلى إنهاء الاحتلال، وإلى توفير الحماية للأطفال والنساء، وإلى دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال. لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي، نشاهد هذه المآسي تتكرر، دون أن نفعل شيئاً. يجب علينا أن نرفع أصواتنا، وأن نطالب بوقف العنف، وأن نضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات جادة لوقف هذه الجرائم.
إن الفيديو هو دعوة إلى العمل، دعوة إلى التضامن، دعوة إلى الإنسانية. دعوة إلى أن نتذكر دائماً أن وراء كل رقم في إحصائيات الضحايا، هناك قصة إنسان، هناك حلم اغتيل، هناك أسرة دمرت. دعوة إلى أن نتذكر دائماً أن الأطفال هم مستقبلنا، وأن حمايتهم هي مسؤوليتنا جميعاً.
إن صرخة الطفلة الفلسطينية الله يرحمك ياما يجب أن تدوي في كل أنحاء العالم، وأن توقظ الضمائر النائمة، وأن تحرك القلوب الجامدة. يجب أن تكون هذه الصرخة بداية لمرحلة جديدة من التضامن والعمل، مرحلة يتم فيها تحقيق العدالة والسلام في فلسطين، ويتم فيها إنهاء الاحتلال، ويتم فيها توفير الحماية والأمن لجميع الأطفال والنساء.
إن الفيديو هو تذكير لنا بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية. قضية تتعلق بحقوق الإنسان، وبكرامة الإنسان، وبحق الإنسان في الحياة الكريمة. قضية تتعلق بطفلة صغيرة فقدت أمها، وبأم ثكلى فقدت فلذة كبدها، وبشعب كامل يعاني من الاحتلال والقهر والظلم.
يجب علينا أن ننظر إلى هذه الطفلة، وأن نرى فيها مستقبل فلسطين، وأن نرى فيها الأمل في غد أفضل. يجب علينا أن ندعم هذه الطفلة، وأن نوفر لها كل ما تحتاجه من رعاية وتعليم، وأن نساعدها على تحقيق أحلامها وطموحاتها. يجب علينا أن نعمل جميعاً من أجل أن تعيش هذه الطفلة، وكل أطفال فلسطين، في سلام وأمان وحرية.
إن الفيديو هو مرثية للأم الفلسطينية، التي ضحت بحياتها من أجل أبنائها، ومن أجل وطنها. مرثية للمرأة الفلسطينية، التي تصمد في وجه الصعاب، والتي تربي الأجيال، والتي تحافظ على الهوية الفلسطينية. مرثية للشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل الحرية والاستقلال، والذي يرفض الاستسلام واليأس.
يجب علينا أن نحيي ذكرى الأم الفلسطينية، وأن نكرم تضحياتها، وأن نسير على خطاها. يجب علينا أن ندعم المرأة الفلسطينية، وأن نوفر لها كل ما تحتاجه من دعم وتمكين، وأن نساعدها على تحقيق طموحاتها وأهدافها. يجب علينا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نسانده في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وأن نعمل معه من أجل بناء مستقبل أفضل لفلسطين.
في النهاية، الفيديو هو دعوة إلى التفكير والتأمل. دعوة إلى أن نسأل أنفسنا: ماذا يمكننا أن نفعل من أجل فلسطين؟ ماذا يمكننا أن نقدم للشعب الفلسطيني؟ كيف يمكننا أن نساهم في تحقيق العدالة والسلام في هذه الأرض المقدسة؟
يجب أن تكون إجاباتنا على هذه الأسئلة صادقة وجادة وملتزمة. يجب أن نترجم هذه الإجابات إلى أفعال ملموسة، إلى مبادرات فعالة، إلى مشاريع مستدامة. يجب أن نعمل جميعاً من أجل أن تكون فلسطين حرة ومستقلة، وأن يعيش شعبها في سلام وأمان ورخاء.
الله يرحمك ياما... كلمات قليلة، ولكنها تحمل في طياتها كل معاني الحزن والألم والفقدان. كلمات يجب أن تبقى محفورة في ذاكرتنا، وأن تذكرنا دائماً بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه الشعب الفلسطيني، وتجاه أطفال فلسطين.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة