كان بمثابة شريان شمال القطاع كيف اغتالت إسرائيل محمود المدهون مسؤول تكية خيرية بشمال غزة
كان بمثابة شريان شمال القطاع: كيف اغتالت إسرائيل محمود المدهون؟
تلقى قطاع غزة المحاصر، وخاصة شماله، نبأ اغتيال محمود المدهون، مسؤول التكية الخيرية، بصدمة وحزن عميقين. لم يكن المدهون مجرد اسم أو رقم في سجلات العمل الخيري، بل كان شخصية محورية، بل شريان حياة حقيقي، للكثير من العائلات المتعففة والمحتاجة في شمال القطاع. الفيديو المنشور على يوتيوب تحت عنوان كان بمثابة شريان شمال القطاع كيف اغتالت إسرائيل محمود المدهون مسؤول تكية خيرية بشمال غزة يسلط الضوء على هذه الخسارة الفادحة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول استهداف العمل الإنساني في مناطق النزاع.
لم يكن محمود المدهون شخصية سياسية أو عسكرية، بل كان فاعلاً خيرياً، كرس حياته لخدمة مجتمعه، وتخفيف وطأة الحصار والمعاناة عن كاهل الفقراء والمساكين. تكية خيرية، التي كان مسؤولاً عنها، لم تكن مجرد مطبخ يقدم وجبات طعام، بل كانت ملجأ آمناً، ومصدر أمل للكثيرين. كانت توفر الغذاء والدواء، وتقدم المساعدة المادية والمعنوية للعائلات التي تعاني من الفقر المدقع، والبطالة المتفاقمة، والظروف المعيشية الصعبة التي فرضها الحصار الإسرائيلي.
الاغتيال، بحسب ما ورد في الفيديو وتقارير إخبارية أخرى، تم بطريقة وحشية، تعكس استخفافاً واضحاً بقيمة الحياة الإنسانية. استهداف شخصية خيرية بهذه الطريقة يثير تساؤلات جدية حول طبيعة العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، ومدى التزامها بالقانون الدولي الإنساني. فاستهداف المدنيين، وخاصة العاملين في المجال الإنساني، يعتبر جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي.
الفيديو يركز بشكل خاص على الأثر المدمر الذي خلفه اغتيال المدهون على المستفيدين من خدمات التكية الخيرية. صور الأطفال الجائعين، والعائلات التي فقدت مصدر رزقها، وروايات الشهود العيان، تعكس حجم المأساة التي حلت بشمال القطاع. يوضح الفيديو كيف كان المدهون يمثل بالنسبة للكثيرين الأب الروحي، والملجأ الآمن، والمصدر الوحيد للأمل في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.
إن اغتيال محمود المدهون يمثل ضربة قاصمة للعمل الإنساني في قطاع غزة. فهو يرسل رسالة مفادها أن العاملين في المجال الخيري ليسوا بمنأى عن الاستهداف، وأن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة. هذا الأمر سيؤدي بلا شك إلى تقويض جهود الإغاثة والمساعدة الإنسانية، وسيؤثر سلباً على قدرة المنظمات الخيرية على الوصول إلى المحتاجين، وتقديم الدعم اللازم لهم.
إن الإصرار على محاسبة المسؤولين عن اغتيال محمود المدهون، وتقديمهم للعدالة، هو ضرورة ملحة. يجب على المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، أن تضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين، واحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح للعاملين في المجال الخيري بممارسة عملهم بحرية وأمان. إن حماية المدنيين، وتوفير المساعدة الإنسانية للمحتاجين، هي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المنظمات الخيرية والإنسانية العاملة في قطاع غزة، أن تتخذ إجراءات احترازية إضافية لحماية موظفيها، وضمان استمرارية عملها. يجب عليها أيضاً أن تعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني، ورفعها إلى الجهات المختصة، من أجل محاسبة المسؤولين عنها.
إن قضية محمود المدهون ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية مجتمع بأكمله. إنها قضية الإنسانية التي تتعرض للانتهاك في قطاع غزة. يجب علينا جميعاً أن نقف صفاً واحداً، وندافع عن قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية، وأن نعمل على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحمي المدنيين، ويسمح للعاملين في المجال الإنساني بممارسة عملهم بحرية وأمان.
الفيديو، بالرغم من قصر مدته، ينجح في إيصال رسالة قوية ومؤثرة حول حجم الخسارة التي مني بها قطاع غزة باغتيال محمود المدهون. إنه دعوة للضمير الإنساني، وتحفيز للعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
في الختام، إن اغتيال محمود المدهون هو جريمة مروعة، يجب ألا تمر دون محاسبة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يعمل على وقف استهداف المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وتوفير المساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني.
مقالات مرتبطة