أمريكا وإيران تعقيدات الملف النووي تخيم على جولة المفاوضات المرتقبة في روما

أمريكا وإيران: تعقيدات الملف النووي تخيم على جولة المفاوضات المرتقبة في روما

الرابط للفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=Er2T4T6Md10

تتجه الأنظار مجدداً نحو العاصمة الإيطالية روما، حيث من المقرر أن تنطلق جولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يُعرف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). هذه الجولة من المفاوضات تأتي في ظل تعقيدات جمة وتحديات متزايدة، تلقي بظلالها على أي أمل في تحقيق تقدم ملموس وسريع. الفيديو المشار إليه، أمريكا وإيران: تعقيدات الملف النووي تخيم على جولة المفاوضات المرتقبة في روما، يسلط الضوء على هذه التعقيدات ويحلل أبرز التحديات التي تواجه المفاوضين.

خلفية الاتفاق النووي والخروج الأمريكي

لفهم التعقيدات الحالية، يجب العودة إلى الوراء قليلاً واستعراض تاريخ الاتفاق النووي. في عام 2015، توصلت إيران ومجموعة (5+1) التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى اتفاق يهدف إلى تقييد برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وقد اعتبر هذا الاتفاق إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً، حيث نجح في تأمين البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة دولية مشددة، ومنع طهران من تطوير أسلحة نووية.

إلا أن هذا الإنجاز لم يدم طويلاً. في عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس آنذاك دونالد ترامب، من الاتفاق بشكل أحادي الجانب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، واصفة الاتفاق بأنه معيب ولا يلبي المخاوف الأمنية الأمريكية. هذا الانسحاب شكل ضربة قوية للاتفاق، ودفع إيران تدريجياً إلى التخلي عن بعض التزاماتها المنصوص عليها فيه.

العودة إلى طاولة المفاوضات

مع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة، تجدد الأمل في إحياء الاتفاق النووي. أعلن بايدن عن استعداده للعودة إلى الاتفاق إذا امتثلت إيران لالتزاماتها بشكل كامل. ونتيجة لذلك، انطلقت جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا، بوساطة أوروبية. ومع ذلك، ظلت المفاوضات متعثرة بسبب خلافات جوهرية بين الطرفين.

أبرز التعقيدات والتحديات

الفيديو المشار إليه يسلط الضوء على العديد من التعقيدات والتحديات التي تواجه المفاوضات في روما، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

• مسألة العودة المتبادلة: الخلاف الرئيسي يتعلق بكيفية العودة إلى الاتفاق. تصر إيران على أن تقوم الولايات المتحدة أولاً برفع جميع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب من الاتفاق، قبل أن تعود هي إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها. في المقابل، تطالب الولايات المتحدة بأن تعود إيران أولاً إلى الامتثال الكامل، قبل أن تقوم هي برفع العقوبات. هذا الخلاف حول من يبدأ أولاً يعيق أي تقدم ملموس.
• قضية الضمانات: تطالب إيران بضمانات من الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى في المستقبل، أو أن الإدارات الأمريكية القادمة لن تعيد فرض العقوبات. هذا الطلب يمثل تحدياً كبيراً، حيث لا تستطيع الإدارة الأمريكية الحالية تقديم مثل هذه الضمانات، لأنها لا تستطيع إلزام الإدارات المستقبلية بسياساتها.
• البرنامج النووي الإيراني المتقدم: بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت إيران في تطوير برنامجها النووي بشكل تدريجي، وتجاوزت العديد من القيود التي كانت مفروضة عليها بموجب الاتفاق. وقد أدى ذلك إلى زيادة المخاوف الدولية بشأن نوايا إيران النووية، وزيادة صعوبة العودة إلى الاتفاق.
• القضايا الإقليمية والصاروخية: تصر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على ضرورة معالجة القضايا الإقليمية المتعلقة بإيران، مثل دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة، وبرنامجها الصاروخي. لكن إيران ترفض ربط هذه القضايا بالاتفاق النووي، وتعتبرها شؤوناً داخلية.
• العامل الإسرائيلي: تعارض إسرائيل بشدة أي اتفاق مع إيران، وتعتبر أن الاتفاق الحالي لا يوفر ضمانات كافية لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقد مارست إسرائيل ضغوطاً كبيرة على الولايات المتحدة لعدم العودة إلى الاتفاق، أو على الأقل الحصول على اتفاق أقوى وأكثر شمولاً.
• الوضع السياسي الداخلي في إيران: تشهد إيران وضعاً سياسياً داخلياً معقداً، حيث توجد تيارات مختلفة تتنافس على السلطة. هذا الوضع يؤثر على موقف إيران في المفاوضات، ويجعل من الصعب عليها تقديم تنازلات كبيرة.
• التوقيت: الوقت يمثل عاملاً حاسماً في هذه المفاوضات. كلما طال أمد المفاوضات، زادت قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي، وزادت صعوبة العودة إلى الاتفاق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في عام 2024 قد تؤثر على موقف الولايات المتحدة في المفاوضات.

سيناريوهات محتملة

الفيديو يقدم أيضاً تحليلاً للسيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تسفر عنها المفاوضات في روما. هذه السيناريوهات يمكن تلخيصها في الآتي:

• إحياء الاتفاق النووي: هذا هو السيناريو المثالي، ولكنه يبدو الأقل احتمالاً في ظل التعقيدات الحالية. يتطلب هذا السيناريو تقديم تنازلات كبيرة من كلا الطرفين، وتجاوز الخلافات الجوهرية.
• اتفاق مؤقت: قد يتوصل الطرفان إلى اتفاق مؤقت، يتم بموجبه تجميد بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية. هذا الاتفاق قد يكون بمثابة حل وسط، ولكنه لن يحل المشكلة بشكل كامل.
• الفشل في التوصل إلى اتفاق: هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية. في حالة الفشل في التوصل إلى اتفاق، قد تتدهور الأوضاع بشكل خطير، وقد يتجه البرنامج النووي الإيراني نحو مزيد من التصعيد، مما يزيد من خطر اندلاع صراع إقليمي.

تأثيرات الفشل في التوصل إلى اتفاق

الفيديو يوضح أن الفشل في التوصل إلى اتفاق سيكون له تأثيرات سلبية على المنطقة والعالم، بما في ذلك:

• زيادة التوتر في المنطقة: قد يؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق إلى زيادة التوتر بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، مما يزيد من خطر اندلاع صراعات مسلحة.
• انتشار الأسلحة النووية: قد يدفع الفشل في التوصل إلى اتفاق دولاً أخرى في المنطقة إلى السعي لامتلاك أسلحة نووية، مما يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.
• تدهور الوضع الاقتصادي في إيران: قد يؤدي استمرار العقوبات الاقتصادية إلى تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، مما يزيد من الاستياء الشعبي ويزيد من احتمال حدوث اضطرابات داخلية.
• تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي: قد يؤدي التصعيد في منطقة الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط وتأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.

خلاصة

جولة المفاوضات المرتقبة في روما تمثل فرصة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي، ولكنها تواجه تعقيدات جمة وتحديات متزايدة. الفيديو المشار إليه يقدم تحليلاً شاملاً لهذه التعقيدات والتحديات، ويسلط الضوء على السيناريوهات المحتملة وتأثيرات الفشل في التوصل إلى اتفاق. يبقى الأمل معقوداً على أن يتمكن المفاوضون من تجاوز الخلافات وتجنب التصعيد، والتوصل إلى حل يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.