الجامعة الإسلامية في غزة.. منارة علمية استهدفها الاحتلال أكثر من مرة

لطالما كانت الجامعة الإسلامية في غزة صرحًا علميًا شامخًا، ومصدر فخر لأبناء القطاع المحاصر. تأسست الجامعة لتكون منارة للعلم والمعرفة، وساهمت بشكل كبير في تخريج أجيال متعلمة ومثقفة قادرة على خدمة مجتمعها ووطنها. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، استمرت الجامعة في أداء رسالتها التعليمية والبحثية، وقدمت مساهمات قيمة في مختلف المجالات.

إلا أن هذه المنارة العلمية لم تسلم من استهداف الاحتلال الإسرائيلي، الذي شن عليها عدة غارات جوية خلال السنوات الماضية، مدعيًا أنها تستخدم لأغراض عسكرية. وقد أدت هذه الغارات إلى تدمير أجزاء كبيرة من مباني الجامعة، وتعطيل العملية التعليمية، وزعزعة الأمن والاستقرار في الحرم الجامعي.

إن استهداف المؤسسات التعليمية، وعلى رأسها الجامعات، يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن حماية المدنيين والممتلكات المدنية في أوقات النزاع المسلح. كما أنه يمثل اعتداءً على حق الشعب الفلسطيني في التعليم، ومحاولة لتقويض قدرته على بناء مستقبله.

على الرغم من الدمار الذي لحق بها، لم تستسلم الجامعة الإسلامية في غزة، بل واصلت جهودها لإعادة بناء ما تهدم، واستئناف العملية التعليمية في أقرب وقت ممكن. وبفضل جهود العاملين فيها والداعمين لها، تمكنت الجامعة من تجاوز التحديات والصعوبات، واستعادة مكانتها كصرح علمي رائد في فلسطين.

إن الجامعة الإسلامية في غزة تمثل رمزًا للصمود والإصرار على الحياة، وتجسيدًا لقدرة الشعب الفلسطيني على التغلب على الصعاب والتحديات. وهي تستحق كل الدعم والمساندة، لكي تستمر في أداء رسالتها التعليمية والبحثية، والمساهمة في بناء مجتمع فلسطيني قوي ومزدهر.

إن استهداف الجامعة الإسلامية في غزة هو استهداف للعلم والمعرفة، وهو محاولة لإخماد شعلة الأمل في قلوب الشباب الفلسطيني. ولكننا على ثقة بأن هذه الشعلة ستظل متقدة، وأن الجامعة ستستمر في أداء رسالتها، وستظل منارة علمية تشع نورًا في سماء فلسطين.