الجامعة الإسلامية في غزة منارة علمية استهدفها الاحتلال أكثر من مرة
الجامعة الإسلامية في غزة منارة علمية استهدفها الاحتلال أكثر من مرة
الجامعة الإسلامية في غزة، صرح علمي شامخ، ومؤسسة أكاديمية رائدة، لطالما كانت منارة تنير دروب العلم والمعرفة لأبناء قطاع غزة المحاصر. منذ تأسيسها في عام 1978، لعبت الجامعة دوراً محورياً في تخريج الكفاءات، وتطوير البحث العلمي، وخدمة المجتمع الفلسطيني. إلا أن هذه المؤسسة التعليمية العريقة لم تسلم من ويلات الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدفها مراراً وتكراراً في عدوانه المتكرر على القطاع، محاولاً بذلك تقويض بنيتها التحتية، وعرقلة مسيرتها الأكاديمية، وقمع طموحات طلابها وأساتذتها.
الفيديو المعنون الجامعة الإسلامية في غزة منارة علمية استهدفها الاحتلال أكثر من مرة (https://www.youtube.com/watch?v=l_SKGd-vg8E) يلقي الضوء على تاريخ الجامعة الإسلامية، وأهميتها في المجتمع الفلسطيني، والتحديات التي تواجهها بسبب الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. يقدم الفيديو شهادات حية من طلاب وأساتذة الجامعة، يروون تجاربهم المؤلمة، ويصفون الدمار الذي لحق بمرافق الجامعة، والتأثير النفسي والاجتماعي لهذه الاعتداءات على مجتمع الجامعة بأكمله.
الجامعة الإسلامية ليست مجرد صرح أكاديمي، بل هي رمز للصمود والتحدي. رغم كل الصعاب والتحديات، استمرت الجامعة في أداء رسالتها التعليمية والبحثية، وتخرج منها آلاف الطلاب الذين ساهموا في بناء المجتمع الفلسطيني في مختلف المجالات. لقد أصبحت الجامعة ملاذاً آمناً للطلاب، ومكاناً يجدون فيه الأمل والإلهام لمواجهة مستقبل مليء بالتحديات.
الاعتداءات الإسرائيلية على الجامعة الإسلامية ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للتعليم في قطاع غزة، وتقويض قدرة الفلسطينيين على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم. إن استهداف المؤسسات التعليمية يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك المدارس والجامعات، أثناء النزاعات المسلحة.
في كل مرة تتعرض فيها الجامعة الإسلامية للاعتداء، يزداد تصميم القائمين عليها على إعادة بنائها وتطويرها. وبرغم الدمار الذي خلفته الاعتداءات، تنهض الجامعة من جديد، أكثر قوة وإصراراً على مواصلة رسالتها التعليمية والبحثية. إن إعادة بناء الجامعة ليست مجرد ترميم للمباني المتضررة، بل هي أيضاً ترميم للآمال والطموحات التي دمرتها الحرب.
تتميز الجامعة الإسلامية بتنوع تخصصاتها وبرامجها الأكاديمية، التي تلبي احتياجات سوق العمل الفلسطيني. تضم الجامعة كليات مختلفة، تشمل الهندسة، والعلوم، والطب، والصيدلة، والتربية، والاقتصاد، والشريعة والقانون، والآداب والعلوم الإنسانية. تقدم الجامعة أيضاً برامج للدراسات العليا، تساهم في تطوير البحث العلمي، وتأهيل الكفاءات الوطنية.
إلى جانب دورها التعليمي والبحثي، تلعب الجامعة الإسلامية دوراً هاماً في خدمة المجتمع الفلسطيني. تنظم الجامعة العديد من الفعاليات والأنشطة التي تساهم في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي. كما تقدم الجامعة خدمات استشارية وتدريبية للمؤسسات الحكومية والخاصة، بهدف تطوير أدائها ورفع كفاءة العاملين فيها.
الطلاب في الجامعة الإسلامية يمثلون شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني. يأتون من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، ويتحدون جميعاً في حب العلم والمعرفة، والسعي نحو تحقيق مستقبل أفضل لأنفسهم ولوطنهم. يتميز طلاب الجامعة بالاجتهاد والتفوق، وبالروح الوطنية العالية، وبالرغبة في خدمة مجتمعهم.
الأساتذة في الجامعة الإسلامية هم نخبة من العلماء والباحثين الفلسطينيين. يكرسون جهودهم لتعليم الطلاب وتوجيههم، وإجراء البحوث العلمية التي تساهم في تطوير المجتمع. يتميز الأساتذة بالخبرة والكفاءة، وبالتفاني والإخلاص في عملهم، وبالحرص على مصلحة الطلاب.
إن استهداف الجامعة الإسلامية هو استهداف للعلم والمعرفة، وهو استهداف لمستقبل فلسطين. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في حماية المؤسسات التعليمية في قطاع غزة، وضمان حق الطلاب والأساتذة في التعليم والأمن. يجب على المجتمع الدولي أيضاً أن يضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، ورفع الحصار الظالم الذي تفرضه على القطاع منذ سنوات.
الجامعة الإسلامية في غزة ستبقى منارة علمية تضيء دروب المعرفة، وتلهم الأجيال القادمة. لن تثنيها الاعتداءات الإسرائيلية عن مواصلة رسالتها التعليمية والبحثية، ولن تكسر عزيمة طلابها وأساتذتها. إن الجامعة الإسلامية هي رمز للصمود والتحدي، وهي دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أبداً، وسوف يواصل كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
إن دعم الجامعة الإسلامية هو دعم للعلم والمعرفة، وهو دعم لمستقبل فلسطين. يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم الدعم للجامعة من خلال توفير المنح الدراسية للطلاب، وتقديم المساعدات المالية لإعادة بناء المرافق المتضررة، وتوفير الدعم الفني للبرامج الأكاديمية. كما يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم في نشر الوعي حول معاناة الجامعة، وحقوق الطلاب والأساتذة الفلسطينيين في التعليم والأمن.
في الختام، الجامعة الإسلامية في غزة هي قصة صمود وتحدي، وقصة أمل وإصرار. إنها قصة مؤسسة تعليمية عريقة، استطاعت أن تتغلب على الصعاب والتحديات، وأن تستمر في أداء رسالتها التعليمية والبحثية، وأن تساهم في بناء المجتمع الفلسطيني. إن الجامعة الإسلامية هي رمز للعلم والمعرفة، وهي دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أبداً، وسوف يواصل كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة