Now

بعد الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة هل يلجأ نتنياهو لإشعال حرب شاملة مع حزب الله

بعد الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة: هل يلجأ نتنياهو لإشعال حرب شاملة مع حزب الله؟

تتزايد التساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. الفيديو المعروض على اليوتيوب تحت عنوان بعد الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة هل يلجأ نتنياهو لإشعال حرب شاملة مع حزب الله؟ يطرح سؤالاً بالغ الأهمية يتعلق باستراتيجية إسرائيلية محتملة للخروج من المأزق الذي تواجهه في غزة، وهل يمكن أن يكون التصعيد مع حزب الله هو البديل أو المكمل؟

لفهم هذه المسألة، يجب أولاً تحليل الوضع الحالي في غزة. بعد أشهر من العمليات العسكرية المكثفة، لا يزال من الواضح أن إسرائيل لم تحقق الأهداف التي أعلنتها في بداية الحرب، وهي القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن. المقاومة الفلسطينية لا تزال قوية، والرهائن لم يتم إطلاق سراحهم بالكامل، والوضع الإنساني في القطاع كارثي. هذا الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية يضع حكومة نتنياهو تحت ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.

من ناحية أخرى، يراقب حزب الله الوضع في غزة عن كثب. منذ بداية الحرب، قام الحزب بتبادل إطلاق النار المحدود مع إسرائيل على الحدود، في إطار ما وصفه بـ إسناد المقاومة الفلسطينية. لكن هذه الاشتباكات المحدودة تحمل في طياتها خطر التصعيد إلى حرب شاملة، خاصة في ظل المواقف المتشددة التي تتبناها بعض الأطراف في إسرائيل والتي تدعو إلى ضرب حزب الله وتدمير قدراته العسكرية.

إذن، ما هي الدوافع التي قد تدفع نتنياهو إلى التفكير في توسيع نطاق الحرب ليشمل لبنان؟ هناك عدة عوامل يمكن أن تفسر هذا الاحتمال:

  1. الهروب إلى الأمام: قد يرى نتنياهو في إشعال حرب مع حزب الله وسيلة للهروب من الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة بسبب الفشل في غزة. فبدلاً من مواجهة الانتقادات بسبب إدارة الحرب في غزة، يمكنه توجيه الأنظار نحو جبهة أخرى، وتوحيد الإسرائيليين خلف قيادته في مواجهة عدو خارجي.
  2. تغيير قواعد اللعبة: قد يعتقد نتنياهو أن ضرب حزب الله وتدمير قدراته العسكرية يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة، ويقوض النفوذ الإيراني، ويعيد لإسرائيل مكانتها كقوة إقليمية لا يُستهان بها.
  3. الاستفادة من الدعم الأمريكي: قد يرى نتنياهو في الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل فرصة لشن حرب على حزب الله دون خشية ردود فعل دولية قوية. يعلم نتنياهو أن الولايات المتحدة تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وأنها تدعم إسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها.
  4. تصفية الحسابات القديمة: لطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله تهديدًا وجوديًا لها. قد يرى نتنياهو في هذه اللحظة فرصة لتصفية الحسابات القديمة مع الحزب، وتدمير ترسانته الصاروخية التي تشكل تهديدًا للمدن الإسرائيلية.

لكن في المقابل، هناك مخاطر كبيرة في إشعال حرب شاملة مع حزب الله. من بين هذه المخاطر:

  1. حرب مدمرة: حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة قادرة على ضرب جميع أنحاء إسرائيل. أي حرب شاملة ستكون مدمرة للطرفين، وستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
  2. تدخل إقليمي: قد يؤدي أي تصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى تدخل قوى إقليمية أخرى في الصراع، مما قد يشعل حربًا إقليمية شاملة.
  3. إضعاف إسرائيل: بدلًا من تحقيق أهدافها، قد تؤدي الحرب مع حزب الله إلى إضعاف إسرائيل على المدى الطويل. فالحرب ستستنزف مواردها الاقتصادية والعسكرية، وستزيد من عزلتها الدولية.
  4. تعقيد الوضع في غزة: قد يؤدي فتح جبهة جديدة مع حزب الله إلى تعقيد الوضع في غزة، وإطالة أمد الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتبارات داخلية إسرائيلية يجب أخذها في الحسبان. فالحكومة الإسرائيلية الحالية تعاني من عدم استقرار سياسي، وتواجه معارضة شعبية متزايدة. إشعال حرب جديدة قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية، وتقويض شرعية الحكومة. كما أن الرأي العام الإسرائيلي ليس بالضرورة مؤيدًا لحرب جديدة مع حزب الله، خاصة بعد التجربة المريرة في حرب لبنان عام 2006.

وعلى الجانب الآخر، يجب النظر إلى موقف حزب الله. الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أكد مرارًا وتكرارًا أن الحزب لن يتردد في الرد على أي عدوان إسرائيلي. كما أن الحزب قام بتطوير قدراته العسكرية بشكل كبير منذ حرب 2006، وأصبح يمتلك ترسانة صاروخية أكثر تطورًا ودقة. هذا يعني أن أي حرب مع حزب الله ستكون مختلفة تمامًا عن حرب غزة، وستكون أكثر صعوبة وتكلفة بالنسبة لإسرائيل.

ختامًا، يمكن القول أن قرار إشعال حرب شاملة مع حزب الله هو قرار بالغ الخطورة، وله تداعيات إقليمية ودولية واسعة. صحيح أن نتنياهو قد يكون لديه دوافع للتفكير في هذا الخيار، لكن المخاطر المحتملة تفوق بكثير المكاسب المتوقعة. الأرجح أن نتنياهو سيسعى إلى تجنب التصعيد الشامل، وسيحاول التركيز على تحقيق أهداف محدودة في غزة، مع الحفاظ على مستوى معين من الردع على الحدود اللبنانية. لكن في ظل الأوضاع المتفجرة في المنطقة، تبقى كل الاحتمالات واردة، ويجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لمنع اندلاع حرب جديدة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا