بوليتيكو: الصاروخ الذي يستخدم لإسقاط مسيرة الحوثيين قيمته 2 مليون دولار: نظرة تحليلية

يثير فيديو يوتيوب نشره موقع بوليتيكو وتداوله على نطاق واسع، تساؤلات جوهرية حول جدوى استخدام صواريخ باهظة الثمن، تصل قيمتها إلى مليوني دولار، لإسقاط طائرات مسيرة (درون) تستخدمها جماعة الحوثي في اليمن. الفيديو، الذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=7TBSa1i1Af0، يفتح الباب أمام نقاش أعمق حول الكفاءة الاقتصادية للعمليات العسكرية، وتوازن القوى في الصراعات الحديثة.

المسألة ليست مجرد حسابات رقمية بسيطة. ففي حين أن تكلفة الصاروخ المستخدم في الإسقاط تبدو فلكية مقارنة بتكلفة تصنيع الطائرات المسيرة، يجب أخذ عدة عوامل أخرى في الاعتبار. أولاً، الأهداف التي تستهدفها هذه المسيرات. قد تكون هذه الأهداف ذات قيمة استراتيجية عالية، كالبنية التحتية الحيوية أو المنشآت النفطية، وبالتالي فإن الخسائر المحتملة في حال نجاح المسيرة في الوصول إلى هدفها قد تفوق بكثير تكلفة الصاروخ المستخدم في إسقاطها.

ثانياً، يجب النظر إلى الصورة الأوسع للصراع. فإسقاط المسيرات يهدف إلى حماية المدنيين والبنية التحتية، وإلى إضعاف القدرات الهجومية للحوثيين. قد يكون استمرار عمليات الحوثيين، حتى وإن كانت محدودة النجاح، له تأثير سلبي على الاستقرار الإقليمي وعلى ثقة المستثمرين، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية طويلة الأمد. وبالتالي، فإن تكلفة الصاروخ يجب أن تُقاس بميزان أوسع يشمل هذه الاعتبارات.

ثالثاً، التقنيات المستخدمة في إسقاط المسيرات ليست بالضرورة هي الخيار الوحيد المتاح. هناك جهود تبذل لتطوير أنظمة دفاع جوي أقل تكلفة، مثل استخدام الليزر أو أنظمة التشويش الإلكتروني، والتي قد تكون أكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل. الفيديو يثير أيضاً التساؤل حول الاستثمار في هذه البدائل وكيفية تطويرها لتلبية التحديات الأمنية المتغيرة.

أخيراً، يجب ألا نغفل الجانب السياسي للصراع. إسقاط المسيرات هو أيضاً رسالة ردع للحوثيين ولمن يدعمهم، مفادها أن هناك استعداداً للدفاع عن المصالح الحيوية. هذه الرسالة قد تساهم في تخفيف حدة التوتر وفي دفع الأطراف المتنازعة نحو طاولة المفاوضات. وبالتالي، فإن التكلفة الاقتصادية يجب أن تُرى في سياق الأهداف السياسية الأوسع.

في الختام، فإن الفيديو الذي نشره بوليتيكو يمثل نقطة انطلاق لنقاش حيوي حول تكلفة الصراعات الحديثة، وضرورة إيجاد حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة لمواجهة التهديدات الأمنية المتطورة. المسألة تتجاوز مجرد مقارنة أرقام بسيطة، وتتطلب تحليلاً معمقاً للأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية للصراع.