طخو علينا وحاصرونا شهادة مروعة لمسنة نازحة من مستشفى ناصر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة
طخو علينا وحاصرونا: شهادة مروعة لمسنة نازحة من مستشفى ناصر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة
يظل قطاع غزة، بؤرة الصراع المتواصل، مسرحاً لمآسٍ إنسانية لا تنتهي. تتكشف يومًا بعد يوم تفاصيل جديدة عن فظائع الحرب التي طالت كل شيء، حتى المستشفيات التي يفترض أنها ملاذ آمن للمرضى والجرحى والنازحين. الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان طخو علينا وحاصرونا شهادة مروعة لمسنة نازحة من مستشفى ناصر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=OwfwSAJaeHM) يقدم شهادة مؤثرة ومفجعة لسيدة مسنة، عاشت لحظات عصيبة خلال رحلة نزوحها القاسية من مستشفى ناصر في خان يونس إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وسط القطاع. شهادة هذه السيدة ليست مجرد قصة فردية، بل هي صرخة مدوية تعكس معاناة الآلاف من الفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في مرمى النيران، يبحثون عن مأوى آمن وسط لهيب الحرب.
مستشفى ناصر: من ملجأ إلى ساحة حرب
يشكل مستشفى ناصر، أحد أكبر المستشفيات في قطاع غزة، رمزًا للصمود والإصرار في ظل الظروف الصعبة. لطالما كان المستشفى وجهة للنازحين الفارين من القصف والدمار، وملاذاً آمناً للمرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية العاجلة. إلا أن هذا الواقع تغير جذرياً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تحول المستشفى إلى ساحة حرب، وتعرض لحصار خانق وقصف متواصل، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً.
شهادة المسنة في الفيديو ترسم صورة قاتمة عن الوضع داخل المستشفى، حيث تصف حالة الرعب والفزع التي انتابت المرضى والنازحين جراء القصف العشوائي وإطلاق النار الكثيف. تروي السيدة كيف أنها وعائلتها اضطروا إلى الاختباء في زوايا المستشفى، خوفًا من القذائف والرصاص المتطاير. تتحدث بصوت مرتجف عن الجوع والعطش ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وعن مشاهد الموت والدمار التي باتت جزءًا من المشهد اليومي.
رحلة النزوح: معاناة مضاعفة
بعد أيام من الحصار والقصف، اضطر المرضى والنازحون في مستشفى ناصر إلى النزوح مجددًا، بحثًا عن مكان أكثر أمانًا. رحلة النزوح كانت محفوفة بالمخاطر والتحديات، حيث تعرضوا لإطلاق النار والقصف أثناء سيرهم على الأقدام. تصف السيدة المسنة في الفيديو كيف أنهم اضطروا إلى حمل أمتعتهم القليلة والمشي لساعات طويلة، في ظل الحر الشديد والخوف الشديد. تتذكر كيف أنها رأت أشخاصًا يسقطون على الأرض من التعب والإرهاق، وكيف أنهم لم يتمكنوا من تقديم المساعدة لهم بسبب الظروف الصعبة.
تضيف السيدة أنهم خلال رحلة النزوح، لم يتمكنوا من الحصول على الطعام أو الماء، وأنهم كانوا يعتمدون على ما تجود به عليهم بعض العائلات الكريمة التي صادفوها في طريقهم. تتحدث عن المعاملة المهينة التي تعرضوا لها من قبل الجنود، وكيف أنهم كانوا يصرخون عليهم ويوجهون لهم الإهانات. تصف السيدة المسنة رحلة النزوح بأنها كانت عذابًا لا يطاق، وأنها شعرت بأنها ستموت في أي لحظة.
مستشفى شهداء الأقصى: أمل ضئيل في ظل الظروف القاسية
بعد رحلة نزوح مضنية، وصلت السيدة المسنة وعائلتها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. ورغم أن المستشفى كان يعاني أيضًا من نقص حاد في الإمكانيات والموارد، إلا أنه كان يمثل بالنسبة لهم ملاذًا آمنًا نسبيًا. تصف السيدة المسنة كيف أنها تلقت بعض الرعاية الطبية في المستشفى، وكيف أن الأطباء والممرضين بذلوا قصارى جهدهم لمساعدتهم رغم الظروف الصعبة.
إلا أن السيدة المسنة تعبر عن قلقها الشديد بشأن مستقبلها ومستقبل عائلتها. فهي لا تعرف إلى متى ستستمر الحرب، ولا تعرف أين ستذهب بعد ذلك. تخشى من أن تفقد منزلها وكل ما تملك، وأن تضطر إلى العيش في خيمة أو في الشارع. تتمنى أن يعم السلام والأمن في قطاع غزة، وأن يتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة وحرية في أرضهم.
رسالة الفيديو: صرخة إنسانية مدوية
إن الفيديو الذي يتضمن شهادة السيدة المسنة ليس مجرد تسجيل لقصة فردية، بل هو صرخة إنسانية مدوية، تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة. إنه تذكير بأن الحرب ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي مآسٍ إنسانية حقيقية، تؤثر على حياة الأفراد والعائلات والمجتمعات بأكملها.
شهادة السيدة المسنة تدعونا إلى التفكير مليًا في تبعات الحرب والصراع، وإلى العمل بكل جهد ممكن من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. إنها دعوة إلى المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف العدوان على قطاع غزة، وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للمتضررين، وضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب.
الفيديو يذكرنا أيضًا بأهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة في أرضه. إنه تذكير بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية، تتطلب منا جميعًا الوقوف إلى جانب الحق والعدل.
في الختام، تبقى شهادة المسنة النازحة من مستشفى ناصر إلى مستشفى شهداء الأقصى، شاهدًا حيًا على فظائع الحرب ومعاناة الشعب الفلسطيني. إنها شهادة يجب أن تُسمع وتُوثق وتُدرس، لكي لا تتكرر المأساة، ولكي يتمكن الفلسطينيون من العيش بسلام وأمان في أرضهم.
مقالات مرتبطة