صحيفة هآرتس الإسرائيلية أهداف الحرب لم تتحقق بعد قرابة 200 يوم

تحليل مقال هآرتس حول أهداف الحرب بعد 200 يوم: قراءة في التقييمات الإسرائيلية الداخلية

يشكل الفيديو المنشور على يوتيوب، والمشار إليه بالرابط https://www.youtube.com/watch?v=rknP-2bOZrE، نقطة انطلاق هامة لتحليل عميق لتقييمات إسرائيلية داخلية حول حرب غزة. الفيديو، على ما يبدو، يعرض أو يناقش مقالاً نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية ينتقد عدم تحقيق أهداف الحرب بعد مرور ما يقارب الـ 200 يوم. هذا المقال، بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة التي يوردها، يقدم نافذة على تزايد الشعور بالإحباط والقلق داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن مسار الحرب ونتائجها المتوقعة.

هآرتس: مرآة للتيارات الفكرية الإسرائيلية

من الضروري فهم طبيعة صحيفة هآرتس ومكانتها في المشهد الإعلامي والسياسي الإسرائيلي. تُعرف هآرتس بأنها صحيفة ليبرالية تقدمية نسبياً، وغالباً ما تنشر مقالات رأي تنتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا لا يعني بالضرورة أنها تمثل الرأي العام الإسرائيلي بأكمله، ولكنه يشير إلى وجود تيار فكري مهم داخل إسرائيل يشكك في جدوى السياسات الحالية ويدعو إلى حلول بديلة.

عندما تنشر هآرتس مقالاً ينتقد أداء الحرب، فإنه يحمل وزناً خاصاً. فهو لا يعكس فقط وجهة نظر الصحيفة نفسها، بل يشير أيضاً إلى وجود قلق متزايد داخل المؤسسة الإسرائيلية – سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية – بشأن المسار الذي تسلكه الحرب. هذا القلق يمكن أن ينبع من عدة عوامل، بما في ذلك الخسائر البشرية والاقتصادية، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، والتداعيات الإقليمية والدولية للحرب.

الأهداف غير المتحققة: ما هي؟

المقال المشار إليه في الفيديو يركز على عدم تحقيق أهداف الحرب. من الضروري تحديد هذه الأهداف وتحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل في تحقيقها. عادةً ما تتضمن الأهداف الإسرائيلية المعلنة في الحروب على غزة ما يلي:

• القضاء على حركة حماس وقدراتها العسكرية: هذا الهدف يعتبر الأكثر طموحاً والأكثر صعوبة. على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس، إلا أنها لا تزال قادرة على شن هجمات صاروخية وإدارة عمليات عسكرية. الفشل في القضاء على حماس بشكل كامل يطرح تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.
• تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس: يشمل ذلك الأنفاق والمخازن والورش التي تستخدمها حماس في تصنيع الأسلحة. على الرغم من تدمير جزء كبير من هذه البنية التحتية، إلا أن حماس لا تزال قادرة على إعادة بناء قدراتها العسكرية مع مرور الوقت.
• وقف إطلاق الصواريخ من غزة: هذا الهدف لم يتحقق بشكل كامل. على الرغم من انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، إلا أنها لا تزال تشكل تهديداً للمدن الإسرائيلية.
• استعادة الردع الإسرائيلي: تسعى إسرائيل من خلال حروبها على غزة إلى استعادة قدرتها على ردع حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. لكن تكرار الحروب وعدم تحقيق نتائج حاسمة يقوض هذا الردع.
• تحقيق الأمن للمواطنين الإسرائيليين: هذا الهدف يعتبر الهدف الأسمى لأي حرب. لكن استمرار التهديد الصاروخي والعمليات العسكرية يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب قد حققت هذا الهدف بالفعل.

الفشل في تحقيق هذه الأهداف يمكن أن يعزى إلى عدة أسباب، بما في ذلك:

• الطبيعة المعقدة لحرب العصابات: حماس تعتمد على تكتيكات حرب العصابات التي تجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحقيق انتصار حاسم.
• الكثافة السكانية العالية في غزة: يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي استهداف المسلحين دون التسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
• الدعم الشعبي لحماس في غزة: على الرغم من المعاناة التي يواجهها سكان غزة، إلا أن حماس لا تزال تحظى بدعم شعبي كبير.
• التدخلات الدولية: الضغوط الدولية غالباً ما تجبر إسرائيل على وقف العمليات العسكرية قبل تحقيق أهدافها بشكل كامل.

التداعيات المحتملة للفشل

الفشل في تحقيق أهداف الحرب له تداعيات خطيرة على إسرائيل، بما في ذلك:

• تآكل الثقة في الحكومة والجيش: عندما تفشل الحكومات في تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها، فإن ذلك يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية والعسكرية.
• زيادة التطرف: الفشل في تحقيق حلول سياسية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التطرف في كلا الجانبين.
• تدهور الوضع الأمني: استمرار الصراع يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
• العزلة الدولية: يمكن أن تؤدي العمليات العسكرية التي تتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين إلى عزلة إسرائيل دولياً.

التحليل النقدي للمقال

بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة التي يتضمنها مقال هآرتس، من المهم التعامل معه بنظرة نقدية. يجب أن نضع في الاعتبار أن هآرتس تمثل وجهة نظر معينة داخل المجتمع الإسرائيلي، وأن لديها أجندة سياسية خاصة بها. لذلك، من الضروري مقارنة المعلومات التي يقدمها المقال بمعلومات من مصادر أخرى، ومحاولة فهم السياق الذي تم فيه كتابة المقال.

على سبيل المثال، قد يكون المقال يهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير استراتيجيتها في غزة، أو قد يكون يهدف إلى حشد الدعم لحلول سياسية بديلة. من المهم أيضاً أن نضع في الاعتبار أن المقال قد يكون متحيزاً ضد حماس، أو قد يكون يقلل من شأن التحديات التي تواجهها إسرائيل في غزة.

خلاصة

مقالة هآرتس التي يناقشها الفيديو تمثل جرس إنذار للمؤسسة الإسرائيلية. فهي تشير إلى وجود قلق متزايد بشأن مسار الحرب في غزة وعدم تحقيق أهدافها المعلنة. هذا القلق يجب أن يؤخذ على محمل الجد، ويجب أن يدفع إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات الحالية والبحث عن حلول سياسية بديلة. بغض النظر عن وجهة نظرنا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من الضروري أن ندرك أن استمرار العنف ليس في مصلحة أي طرف من الأطراف.

من المهم متابعة التحليلات الإسرائيلية الداخلية لفهم وجهات النظر المختلفة حول الحرب وتقييماتها، وهذا الفيديو يعتبر نقطة انطلاق جيدة لفهم بعض هذه التقييمات النقدية. يجب أن نضع في الاعتبار أن هذه التحليلات قد تكون متحيزة أو غير كاملة، ولكنها مع ذلك تقدم رؤى قيمة حول الديناميكيات الداخلية للصراع.