علينا أن نترك البعض يموتون طبيب في غزة يروي تفاصيل مروعة
علينا أن نترك البعض يموتون: قراءة في شهادة طبيب من غزة
إن مشاهدة مقطع الفيديو الذي يحمل عنوان علينا أن نترك البعض يموتون طبيب في غزة يروي تفاصيل مروعة على يوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=d9_KyZAmFfo) تجربة مؤلمة ومروعة تهز الضمير الإنساني. هذا الفيديو ليس مجرد خبر عابر أو تقرير إخباري، بل هو صرخة استغاثة، شهادة حية من قلب المعاناة، يقدمها طبيب يعمل في ظروف لا يمكن تصورها في غزة المحاصرة. الفيديو يمثل نافذة نطل منها على واقع مرير، حيث يصبح الموت خيارًا اضطراريًا، وحيث تتلاشى الحدود بين الإنسانية والوحشية.
تكمن قوة هذا الفيديو في بساطته وصدقه. فالطبيب، الذي يبدو عليه الإرهاق والإنهاك، يتحدث بصوت هادئ ولكنه نافذ، عن التفاصيل اليومية التي يعيشها هو وزملاؤه في المستشفى. هو لا يتحدث عن أرقام أو إحصائيات، بل يتحدث عن بشر، عن أطفال ونساء ورجال، عن أرواح تُزهق بسبب نقص الإمكانيات، ونقص الأدوية، ونقص المعدات الطبية، ونقص كل شيء تقريبًا.
العبارة المفتاحية في الفيديو، والتي تختصر مأساة غزة بأكملها، هي علينا أن نترك البعض يموتون. هذه العبارة ليست مجرد وصف للواقع، بل هي اعتراف بالهزيمة، اعتراف بأن النظام الصحي في غزة قد وصل إلى نقطة الانهيار. إنها شهادة على أن الأطباء، الذين أقسموا على إنقاذ الأرواح، أصبحوا مجبرين على اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، قرارات تحدد من يعيش ومن يموت.
ما هي الظروف التي تجعل الطبيب يصل إلى هذه المرحلة؟ ما هي الأسباب التي تدفعه إلى أن يختار بين حياة مريض وآخر؟ الفيديو لا يقدم إجابات مباشرة، ولكنه يلمح إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، والذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية في القطاع. الحصار، الذي تصفه العديد من المنظمات الدولية بأنه عقاب جماعي، يمنع دخول الأدوية والمعدات الطبية الضرورية، ويقيد حركة المرضى والأطباء، ويحول دون بناء وتطوير البنية التحتية الصحية.
بالإضافة إلى الحصار، تلعب الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة دورًا كبيرًا في تدهور الوضع الصحي. فكل حرب تترك وراءها مئات القتلى والجرحى، وتدمر المستشفيات والمراكز الصحية، وتزيد من الضغط على النظام الصحي الهش أصلاً. الأطباء والممرضون، الذين يعملون في ظروف قاسية ومحفوفة بالمخاطر، يجدون أنفسهم أمام حالات إصابة بالغة ومعقدة، لا يملكون الإمكانيات اللازمة للتعامل معها.
إن تأثير هذه الظروف على الأطباء والممرضين العاملين في غزة هائل. فهم يعيشون تحت ضغط نفسي وعصبي مستمر، ويشهدون يوميًا على مشاهد مؤلمة ومروعة. إنهم يعانون من الإرهاق والإنهاك، ومن الشعور بالعجز والإحباط، ومن الخوف والقلق على حياتهم وحياة عائلاتهم. ورغم كل هذه الصعاب، فإنهم يواصلون العمل بتفان وإخلاص، ويقدمون أفضل ما لديهم لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
الفيديو لا يقتصر على وصف المعاناة، بل يحمل أيضًا رسالة أمل ورجاء. فالطبيب، رغم كل ما يمر به، لا يفقد إيمانه بالإنسانية، ولا يتخلى عن واجبه المهني والأخلاقي. هو يتحدث عن الحاجة إلى التضامن والدعم، وعن أهمية أن يسمع العالم صوت غزة، وأن يتحرك لإنهاء الحصار ووقف العدوان.
إن مشاهدة هذا الفيديو هي دعوة إلى العمل، دعوة إلى أن نتحمل مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية تجاه أهالي غزة. يجب علينا أن نرفع أصواتنا، وأن نطالب بإنهاء الحصار، وأن ندعم المنظمات التي تعمل على تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية للقطاع. يجب علينا أن نتذكر أن غزة ليست مجرد رقم أو إحصائية، بل هي أرض يسكنها بشر، لهم الحق في الحياة والحرية والكرامة.
إن تجاهل صرخة الاستغاثة التي يطلقها هذا الطبيب وغيره من الأطباء في غزة هو تواطؤ مع الظلم والقهر. يجب علينا أن نرفض الصمت، وأن نتحرك لإنقاذ الأرواح، وأن نعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين.
الفيديو يذكرنا أيضًا بأهمية دور الإعلام في نقل الحقائق وكشف الانتهاكات. فالإعلام، الذي يملك القدرة على الوصول إلى ملايين الناس حول العالم، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تغيير الرأي العام، وفي الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للتحرك. يجب على الإعلام أن يكون صوتًا لمن لا صوت له، وأن يسلط الضوء على معاناة الضعفاء والمظلومين.
في الختام، إن فيديو علينا أن نترك البعض يموتون طبيب في غزة يروي تفاصيل مروعة هو شهادة صادقة ومؤثرة على الواقع المرير الذي يعيشه أهالي غزة. إنه دعوة إلى العمل، دعوة إلى التضامن، دعوة إلى الإنسانية. يجب علينا أن نستمع إلى هذه الشهادة، وأن نتحرك لإنقاذ الأرواح، وأن نعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين.
إن كلمات الطبيب، التي تتردد في أذهاننا بعد مشاهدة الفيديو، هي بمثابة تذكير دائم بمسؤوليتنا تجاه الآخرين، وبأهمية أن نكون صوتًا لمن لا صوت له. يجب علينا أن نتذكر أن الإنسانية لا تتجزأ، وأن معاناة أي إنسان في أي مكان في العالم هي معاناتنا جميعًا.
فلنجعل من هذه الشهادة بداية لتحرك جاد وفعال لإنهاء معاناة أهالي غزة، ولتحقيق العدالة والسلام في فلسطين.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة