Now

مراسل العربي مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي يصادق على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة

مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي يصادق على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة: تحليل وتداعيات

يمثل قرار مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي بالمصادقة على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، كما ورد في تقرير قناة العربي ورابط الفيديو https://www.youtube.com/watch?v=KMHJW7bp8ik، تصعيداً خطيراً في السياسة الاستيطانية الإسرائيلية، وتحدياً سافراً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقويضاً ممنهجاً لفرص السلام وحل الدولتين. هذا القرار ليس مجرد رقم، بل هو تجسيد لسياسة استعمارية تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الضفة الغربية، وتهويدها، وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى.

خلفيات وتبريرات القرار

عادة ما تبرر الحكومة الإسرائيلية هذه القرارات الاستيطانية بحجج مختلفة، تتراوح بين الحق التاريخي لليهود في أرض فلسطين، والضرورات الأمنية التي تتطلب وجوداً إسرائيلياً مكثفاً في الضفة الغربية، والنمو الطبيعي للمستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات القائمة. هذه الحجج، على الرغم من تكرارها، لا تصمد أمام التدقيق القانوني والأخلاقي. فالقانون الدولي يعتبر الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، ويشكل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة. أما الحجج الأمنية، فهي غالباً ما تستخدم كغطاء لتوسيع الاستيطان، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وعزل المجتمعات الفلسطينية عن بعضها البعض.

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يتم اتخاذ هذه القرارات في سياقات سياسية محددة، مثل قرب الانتخابات الإسرائيلية، أو تولي حكومة يمينية متطرفة السلطة، أو وجود إدارة أمريكية متساهلة مع السياسات الإسرائيلية. في هذه الحالات، يصبح الاستيطان أداة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، أو لفرض حقائق جديدة على الأرض قبل أي مفاوضات سلام محتملة.

توزيع الوحدات الاستيطانية الجديدة

من المهم تحليل توزيع الوحدات الاستيطانية الجديدة التي تم المصادقة عليها، لمعرفة المناطق التي تستهدفها إسرائيل بشكل خاص. غالباً ما يتم التركيز على المناطق الحساسة، مثل تلك الواقعة بالقرب من القدس الشرقية، أو تلك التي تفصل بين شمال وجنوب الضفة الغربية، أو تلك التي تقع على طول الجدار الفاصل. هذه المناطق تعتبر استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، لأنها تهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

كما أن بناء وحدات استيطانية جديدة بالقرب من المستوطنات القائمة يهدف إلى توسيع هذه المستوطنات، وتحويلها إلى مدن كبيرة، مما يزيد من عدد المستوطنين، ويجعل إزالتها في أي اتفاق سلام مستقبلي أمراً صعباً للغاية.

التداعيات على الفلسطينيين

إن التداعيات السلبية للقرار الاستيطاني على الفلسطينيين لا تعد ولا تحصى. فبالإضافة إلى مصادرة الأراضي وتدمير الممتلكات، يتسبب الاستيطان في تضييق الخناق على الفلسطينيين، وتقييد حركتهم، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية ومصادر المياه. كما يؤدي الاستيطان إلى زيادة التوتر والعنف بين المستوطنين والفلسطينيين، مما يخلق بيئة من الخوف وعدم الاستقرار.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الاستيطان سلباً على الاقتصاد الفلسطيني، حيث يفقد الفلسطينيون فرص العمل، وتتدهور الظروف المعيشية، وتزداد معدلات الفقر والبطالة. كما أن الاستيطان يعيق التنمية المستدامة في الأراضي الفلسطينية، ويمنع الفلسطينيين من بناء مؤسساتهم الوطنية، وتطوير بنيتهم التحتية.

الموقف الدولي

على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة للاستيطان الإسرائيلي، إلا أن هذه الإدانات غالباً ما تبقى حبراً على ورق، ولا تترجم إلى إجراءات ملموسة لوقف الاستيطان أو محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها. تلعب الولايات المتحدة دوراً حاسماً في هذا الصدد، حيث أنها غالباً ما تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع صدور قرارات تدين إسرائيل أو تفرض عليها عقوبات.

كما أن الدول الأوروبية، على الرغم من انتقادها للاستيطان، إلا أنها غالباً ما تتردد في اتخاذ إجراءات اقتصادية أو سياسية قوية ضد إسرائيل، خوفاً من الإضرار بعلاقاتها الثنائية معها. هذا التقاعس الدولي يشجع إسرائيل على المضي قدماً في سياساتها الاستيطانية، ويقوض مصداقية القانون الدولي والنظام الدولي.

خيارات الرد الفلسطيني

أمام هذا التصعيد الاستيطاني، يواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة في كيفية الرد على هذه السياسة الإسرائيلية. هناك العديد من الخيارات المتاحة، ولكن كل خيار له مزاياه وعيوبه. يمكن للفلسطينيين اللجوء إلى المقاومة الشعبية السلمية، مثل تنظيم المظاهرات والاعتصامات، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية في المحافل الدولية. هذه المقاومة يمكن أن تكون فعالة في لفت انتباه الرأي العام العالمي، والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها.

كما يمكن للفلسطينيين اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، لتقديم شكاوى ضد المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مثل بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين. هذه الخطوة يمكن أن تساهم في محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للفلسطينيين تعزيز الوحدة الوطنية، وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة التحديات المشتركة. هذه الوحدة يمكن أن تعزز موقف الفلسطينيين في المفاوضات، وتمكنهم من تحقيق مطالبهم المشروعة.

مستقبل الاستيطان والسلام

إن مستقبل الاستيطان والسلام في الشرق الأوسط مرتبطان بشكل وثيق. فكلما استمرت إسرائيل في بناء المستوطنات، كلما تضاءلت فرص تحقيق السلام، وأصبح حل الدولتين أمراً مستحيلاً. الاستيطان ليس مجرد عقبة أمام السلام، بل هو نقيض السلام. فهو يهدف إلى تغيير الواقع على الأرض، ومنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وإدامة الصراع.

لكي يتحقق السلام، يجب على إسرائيل أن توقف الاستيطان، وتزيل المستوطنات القائمة، وتعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط.

في الختام، قرار المصادقة على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة هو خطوة استفزازية تقوض فرص السلام وتعمق الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية. يتطلب الأمر تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الاستيطان وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا