Now

قيادات حركة حماس تستهدف الأردن مجددًا بتصريحات استفزازية

تحليل لتصريحات قيادات حماس الاستفزازية تجاه الأردن: قراءة في الخلفيات والدوافع

يثير فيديو اليوتيوب المعنون بـ قيادات حركة حماس تستهدف الأردن مجددًا بتصريحات استفزازية (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=3SCSClLUsoE) تساؤلات جوهرية حول طبيعة العلاقة المتوترة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمملكة الأردنية الهاشمية. هذه العلاقة، التي شهدت صعودًا وهبوطًا عبر التاريخ، عادت لتتصدر المشهد الإعلامي والسياسي بسبب تصريحات منسوبة لقيادات في حماس، والتي يعتبرها البعض استفزازية و مستهدفة للأردن.

لفهم عمق هذه التوترات، يجب الغوص في خلفيات تاريخية وسياسية معقدة. فالعلاقة بين الأردن والفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، لم تكن دائمًا وردية. شهدت هذه العلاقة فترات تعاون وتنسيق، لكنها شهدت أيضًا مواجهات حادة، أبرزها أحداث أيلول الأسود في عام 1970، والتي تركت جراحًا عميقة في الذاكرة الجمعية الأردنية والفلسطينية على حد سواء.

منذ تأسيسها في عام 1987، نظرت حماس إلى الأردن كجزء من الأرض المحتلة، وهو ما يترجم إلى رفض ضمني للسيادة الأردنية على أجزاء من الضفة الغربية كانت تحت الإدارة الأردنية قبل عام 1967. هذا الموقف، على الرغم من أنه لم يتم التعبير عنه بشكل رسمي ومباشر على الدوام، ظل يمثل نقطة خلاف جوهرية بين الطرفين.

تاريخيًا، سمح الأردن لحماس بوجود محدود على أراضيه، مع بعض القيود. لكن هذه السماحة تغيرت في التسعينيات، خاصة بعد اتهام الحركة بالتورط في محاولات لزعزعة الاستقرار في الأردن. وبلغت ذروة التوتر في عام 1999 عندما قامت السلطات الأردنية بإغلاق مكاتب حماس واعتقال بعض قياداتها بتهم تتعلق بالإرهاب والإضرار بالأمن القومي. منذ ذلك الحين، سادت حالة من الحذر والترقب في العلاقات بين الطرفين.

تتعدد الدوافع المحتملة وراء هذه التصريحات الاستفزازية المنسوبة لقيادات حماس. أحد هذه الدوافع قد يكون محاولة حماس للضغط على الأردن لتبني مواقف أكثر دعمًا لها في مواجهة إسرائيل. فالحركة تسعى جاهدة لكسب تأييد ودعم إقليمي واسع، وتعتبر الأردن، بحكم موقعه الجغرافي ودوره التاريخي في القضية الفلسطينية، لاعبًا أساسيًا في هذا السياق.

دافع آخر قد يكون مرتبطًا بتطورات داخلية في الساحة الفلسطينية. ففي ظل الانقسام المستمر بين حماس والسلطة الفلسطينية، قد تلجأ حماس إلى هذه التصريحات كوسيلة لتعزيز شعبيتها في الشارع الفلسطيني، وإظهار نفسها كالمدافع الأشرس عن القضية الفلسطينية، حتى لو كان ذلك على حساب علاقاتها مع دول الجوار.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن النظر إلى هذه التصريحات كجزء من صراع أوسع على النفوذ الإقليمي. ففي ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، تسعى قوى إقليمية مختلفة إلى تعزيز نفوذها وتأثيرها، وقد تستخدم القضية الفلسطينية كأداة لتحقيق هذه الأهداف. وفي هذا السياق، قد تكون حماس، سواء عن قصد أو عن غير قصد، جزءًا من هذه اللعبة الإقليمية المعقدة.

من الجانب الأردني، يحرص الأردن على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، لكنه في الوقت نفسه يشدد على ضرورة احترام سيادته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. فالأردن يرى أن أمنه واستقراره خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنه لن يسمح لأي طرف، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، بتهديد هذا الأمن.

الأردن يتبنى موقفًا ثابتًا وواضحًا تجاه القضية الفلسطينية، وهو يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية ويتلقى دعمًا واسعًا من المجتمع الدولي. ومع ذلك، يرى الأردن أن تحقيق هذا الحل يتطلب مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه لا يمكن فرض حلول من الخارج.

التصريحات الاستفزازية المنسوبة لقيادات حماس تمثل تحديًا للأردن، وتضع العلاقات بين الطرفين على المحك. فمن ناحية، لا يستطيع الأردن تجاهل هذه التصريحات، خاصة إذا كانت تمس سيادته أو أمنه. ومن ناحية أخرى، يدرك الأردن أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع حماس، باعتبارها فاعلاً رئيسيًا في الساحة الفلسطينية.

لذا، من المرجح أن يتبع الأردن نهجًا حذرًا ومتوازنًا في التعامل مع هذه التصريحات. قد يلجأ الأردن إلى قنوات دبلوماسية غير رسمية للتعبير عن استيائه من هذه التصريحات، ومطالبة حماس بتوضيح موقفها. وقد يلجأ أيضًا إلى وسائل إعلامية للرد على هذه التصريحات وتوضيح موقفه من القضية الفلسطينية.

في المقابل، من مصلحة حماس أن تعمل على تهدئة التوتر مع الأردن، وإعادة بناء الثقة بين الطرفين. فالعلاقات الجيدة مع الأردن يمكن أن تفيد حماس في العديد من المجالات، بما في ذلك الدعم السياسي والإنساني والاقتصادي. كما أن تجنب التصعيد مع الأردن يمكن أن يحمي حماس من ردود فعل سلبية من المجتمع الدولي.

ختامًا، يمكن القول أن التصريحات الاستفزازية المنسوبة لقيادات حماس تجاه الأردن تمثل حلقة جديدة في سلسلة من التوترات التي تشوب العلاقة بين الطرفين. هذه التصريحات تعكس خلافات جوهرية في وجهات النظر حول قضايا سياسية وأمنية، وتكشف عن صراع على النفوذ الإقليمي. ومع ذلك، فإن الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة والعمل على بناء الثقة بين الطرفين يمثل ضرورة حتمية لتجنب التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

يتطلب حل هذه الأزمة حوارًا صريحًا وشفافًا بين الطرفين، يقوم على الاحترام المتبادل والاعتراف بالمصالح المشتركة. كما يتطلب فهمًا عميقًا للخلفيات التاريخية والسياسية التي تشكل هذه العلاقة المعقدة. والأهم من ذلك، يتطلب إرادة سياسية قوية من كلا الطرفين لتجاوز الخلافات والعمل معًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا