Now

الموناليزا تغنّي الراب مايكروسوفت تعرض قدرات أداتها الجديدة للذكاء الاصطناعي

الموناليزا تغني الراب: مايكروسوفت تستعرض قوة الذكاء الاصطناعي

انتشر مؤخرًا على منصة يوتيوب فيديو بعنوان الموناليزا تغني الراب مايكروسوفت تعرض قدرات أداتها الجديدة للذكاء الاصطناعي (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=B-tdiZZtJHo) أثار ضجة واسعة في الأوساط التقنية والفنية. لا يكمن الإثارة في مجرد رؤية لوحة الموناليزا الشهيرة وهي تغني الراب، بل في التقنية المذهلة التي تقف وراء هذا الإبداع، والتي تجسد قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي وقدرته على محاكاة الواقع بطرق لم نكن نتخيلها من قبل.

الفيديو، الذي أنتجته شركة مايكروسوفت، يهدف إلى عرض قدرات أداتها الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تتيح تحريك الصور الثابتة وإضفاء الحيوية عليها بطرق واقعية للغاية. هذه الأداة لا تقتصر فقط على تحريك الشفاه لتتناسب مع الكلمات المنطوقة، بل تتعدى ذلك لتشمل تعابير الوجه وحركات الرأس والجسد بشكل متناسق، مما يخلق انطباعًا بأن الشخصية الموجودة في الصورة تتحدث وتتحرك بالفعل.

التقنية وراء السحر: نظرة عميقة

يعتمد هذا الإنجاز التقني على مجموعة من الخوارزميات المعقدة وتقنيات التعلم العميق، والتي تسمح للأداة بتحليل الصورة الثابتة وفهم ملامح الوجه وتعابيره. بعد ذلك، تقوم الأداة بتطبيق هذه المعرفة لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للوجه، والذي يمكن التحكم فيه وتحريكه بشكل مستقل. تتضمن العملية أيضًا تحليل الصوت أو النص المراد إضافته إلى الصورة، ثم مزامنة حركات الشفاه وتعابير الوجه مع هذا الصوت أو النص.

إحدى التقنيات الرئيسية المستخدمة هي تقنية الشبكات العصبية التوليدية (Generative Adversarial Networks أو GANs). هذه الشبكات تتكون من جزأين: مولد (Generator) ومميز (Discriminator). يقوم المولد بإنشاء صور أو مقاطع فيديو، بينما يقوم المميز بتقييم مدى واقعية هذه الصور أو المقاطع. يتم تدريب هذين الجزأين معًا، حيث يسعى المولد إلى خداع المميز بإنتاج صور أكثر واقعية، بينما يسعى المميز إلى التمييز بين الصور الحقيقية والصور التي تم إنشاؤها. هذه العملية التنافسية تؤدي إلى تحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها بشكل مستمر.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الأداة تقنيات التعلم المعزز (Reinforcement Learning) لتحسين جودة الحركات وتعابير الوجه. في هذه التقنية، يتم مكافأة الأداة على إنتاج حركات واقعية ومتناسقة، ومعاقبتها على إنتاج حركات غير طبيعية أو غير متناسقة. هذه العملية تسمح للأداة بتعلم كيفية تحريك الوجه بطريقة طبيعية وواقعية.

تطبيقات متعددة وآفاق مستقبلية

لا تقتصر تطبيقات هذه التقنية على مجرد الترفيه أو إنشاء مقاطع فيديو مضحكة مثل الموناليزا تغني الراب. فالإمكانيات هائلة ومتعددة المجالات، ويمكن أن تحدث ثورة في العديد من الصناعات والقطاعات:

  • التعليم: يمكن استخدام هذه التقنية لإنشاء شخصيات افتراضية يمكنها التفاعل مع الطلاب والإجابة على أسئلتهم وتقديم الدروس بطريقة تفاعلية وشيقة.
  • الترفيه: يمكن استخدامها لإحياء شخصيات تاريخية أو خيالية في الأفلام والمسلسلات والألعاب، مما يضيف بعدًا جديدًا من الواقعية والإثارة.
  • خدمة العملاء: يمكن استخدامها لإنشاء مساعدين افتراضيين يمكنهم التفاعل مع العملاء والإجابة على استفساراتهم وتقديم الدعم الفني.
  • التواصل: يمكن استخدامها لترجمة لغة الإشارة إلى لغة منطوقة والعكس، مما يسهل التواصل بين الصم والبكم والمجتمع.
  • الحفاظ على التراث: يمكن استخدامها لإحياء صور ومقاطع فيديو قديمة وإضافة حركة وصوت إليها، مما يحافظ على التراث الثقافي والتاريخي للأجيال القادمة.
  • الطب: يمكن استخدامها في العلاج النفسي، حيث يمكن للمرضى التحدث إلى شخصيات افتراضية تمثل معالجيهم أو أفراد عائلاتهم، مما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم ومواجهة مشاكلهم.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من التطبيقات المذهلة والمبتكرة في المستقبل القريب. ستصبح هذه التقنيات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وستغير طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.

مخاوف وتحديات

على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي تحملها هذه التقنية، إلا أنها تثير أيضًا بعض المخاوف والتحديات التي يجب معالجتها بجدية. أحد أهم هذه المخاوف هو إمكانية استخدام هذه التقنية في نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة. فمن خلال إنشاء مقاطع فيديو واقعية لشخصيات سياسية أو عامة تقول أو تفعل أشياء لم تقم بها في الواقع، يمكن التلاعب بالرأي العام وتشويه الحقائق بطرق خطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن إمكانية استخدام هذه التقنية في الاحتيال والابتزاز. فمن خلال إنشاء صور أو مقاطع فيديو مزيفة لأشخاص يقومون بأشياء غير لائقة، يمكن ابتزازهم أو تشويه سمعتهم. كما يمكن استخدام هذه التقنية لسرقة الهوية وانتحال الشخصية.

لذا، من الضروري وضع ضوابط وقواعد صارمة لاستخدام هذه التقنية، وتطوير أدوات للكشف عن الصور ومقاطع الفيديو المزيفة. يجب أيضًا توعية الجمهور بمخاطر هذه التقنية وكيفية التعرف على المحتوى المزيف.

الخلاصة

إن فيديو الموناليزا تغني الراب الذي قدمته مايكروسوفت ليس مجرد مقطع فيديو مضحك، بل هو نافذة على مستقبل الذكاء الاصطناعي وقدرته على تغيير العالم. هذه التقنية تحمل في طياتها إمكانيات هائلة في مجالات التعليم والترفيه وخدمة العملاء والتواصل والحفاظ على التراث والطب. ومع ذلك، يجب علينا أيضًا أن نكون واعين للمخاطر والتحديات التي تثيرها هذه التقنية، وأن نعمل على تطوير ضوابط وقواعد صارمة لاستخدامها بشكل مسؤول وأخلاقي. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي يعتمد على قدرتنا على الاستفادة من إمكانياته الهائلة مع الحفاظ على قيمنا ومبادئنا الإنسانية.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا