Now

تشييع جثمان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في بيروت

تشييع جثمان صالح العاروري ورفيقيه: بيروت تودع قادة المقاومة

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، يومًا تاريخيًا ومؤثرًا، تجسد في تشييع جثمان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ صالح العاروري، ورفيقيه الشهيدين، اللذين ارتقوا بنيران الغدر في الضاحية الجنوبية لبيروت. الحدث، الذي وثقه فيديو اليوتيوب المرفق هنا، لم يكن مجرد جنازة، بل كان استفتاء شعبيًا على المقاومة، وتأكيدًا على التمسك بالحق الفلسطيني، وتنديدًا بالإرهاب الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمر.

الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، ينقل صورة حية عن المشهد المهيب الذي اكتظت به شوارع بيروت. حشود غفيرة، تحمل الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة حماس، إضافة إلى صور الشهداء، تجمعت لتوديع القادة الذين قضوا نحبهم في سبيل القضية. الهتافات المدوية التي صدحت بها الحناجر، لم تكن مجرد كلمات رثاء، بل كانت صرخة غضب في وجه الاحتلال، وتجديدًا للعهد على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

إن اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفيقيه، يمثل تصعيدًا خطيرًا في العدوان الإسرائيلي على لبنان، وانتهاكًا صارخًا لسيادته. هذه الجريمة، التي استهدفت شخصية قيادية بارزة في حركة حماس، تهدف إلى إشعال فتيل الفتنة وزعزعة الاستقرار في المنطقة. لكن، على عكس ما يراهن عليه الاحتلال، فإن هذه الجريمة لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارًا على المقاومة، ولن تزيد اللبنانيين إلا تماسكًا ووحدة في مواجهة العدوان.

الشيخ صالح العاروري، رحمه الله، لم يكن مجرد قيادي في حركة حماس، بل كان رمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية، وقامة وطنية شامخة، أفنى حياته في خدمة القضية. عرف عنه حنكته السياسية، ودوره المحوري في توحيد الصف الفلسطيني، وإعادة بناء العلاقة بين حماس والفصائل الأخرى. كان له دور كبير في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي دعم المقاومة بكل أشكالها. اغتياله، خسارة فادحة للقضية الفلسطينية، لكنه في الوقت نفسه، دليل على حجم الخوف والرعب الذي يشعر به الاحتلال من هذه القامة الوطنية.

إن مشهد تشييع الجثمان، الذي وثقه الفيديو، يعكس مدى الحب والتقدير الذي يكنه الشعب الفلسطيني للشيخ العاروري ورفيقيه. لقد تحول التشييع إلى مهرجان وطني، عبر فيه الفلسطينيون عن اعتزازهم بقادتهم الشهداء، وعن تمسكهم بالحق الفلسطيني، وعن رفضهم للاحتلال. المشهد كان أيضًا رسالة قوية إلى الاحتلال، مفادها أن اغتيال القادة لن يضعف المقاومة، بل سيزيدها قوة وإصرارًا.

لم يقتصر الحضور في التشييع على الفلسطينيين، بل شارك فيه أيضًا الآلاف من اللبنانيين، من مختلف الطوائف والمناطق. هذا الحضور الواسع، يعكس مدى التضامن اللبناني مع القضية الفلسطينية، ومدى الإدانة الشعبية للعدوان الإسرائيلي. لقد أثبت اللبنانيون، مرة أخرى، أنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وأنهم لن يتخلوا عن دعم المقاومة حتى تحقيق النصر.

الهتافات التي صدحت بها الحناجر في التشييع، كانت تعبر عن الغضب والسخط على الاحتلال، وعن الإصرار على مواصلة المقاومة. من بين الهتافات التي تردد صداها في الأجواء: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، و يا عاروري يا بطل، دمك ما راح هدر، و المقاومة طريقنا، والقدس عاصمتنا. هذه الهتافات، لم تكن مجرد شعارات، بل كانت تعبيرًا عن قناعة راسخة لدى الشعب الفلسطيني، بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وأن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

إن اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفيقيه، يمثل تحديًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية، ويتطلب منها توحيد الصفوف، وتجاوز الخلافات، والتركيز على مواجهة الاحتلال. يجب على الفصائل الفلسطينية، أن تستفيد من هذه الجريمة، لتعزيز وحدتها، وتنسيق جهودها، وتطوير استراتيجيتها، من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. يجب على المقاومة، أن ترد على هذه الجريمة، برد مؤلم، يثبت للاحتلال أنه سيدفع ثمن جرائمه.

إن تشييع جثمان الشيخ صالح العاروري ورفيقيه في بيروت، كان لحظة تاريخية، أكدت على قوة المقاومة، وعلى تضامن الشعبين الفلسطيني واللبناني، وعلى إصرارهم على مواجهة الاحتلال. هذه اللحظة، يجب أن تكون نقطة انطلاق جديدة، لتعزيز المقاومة، وتوحيد الصفوف، وتحقيق النصر.

الفيديو المرفق هنا، يوثق هذه اللحظة التاريخية، وينقل صورة حية عن المشهد المهيب الذي شهده لبنان. إنه دليل على أن المقاومة باقية، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في الحرية والاستقلال.

ختامًا، الرحمة للشهداء، والخزي والعار للمحتلين. النصر للمقاومة، والحرية لفلسطين.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا