Now

ما حقيقة إنهاء جيش الاحتلال للعملية البرية في شمال غزة وتفكيك قدرات حماس في خانيونس

تحليل: حقيقة إنهاء العملية البرية في شمال غزة وتفكيك قدرات حماس في خانيونس

يشكل الفيديو المعنون ما حقيقة إنهاء جيش الاحتلال للعملية البرية في شمال غزة وتفكيك قدرات حماس في خانيونس والمتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=1RvEJ-dfVJw موضوعًا بالغ الأهمية في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر. يتطلب تحليل هذا الموضوع، وتقييم الادعاءات المطروحة فيه، نظرة شاملة على عدة جوانب: الوضع الميداني، الأهداف المعلنة وغير المعلنة للاحتلال، القدرات العسكرية لحماس، والتداعيات الاستراتيجية الأوسع نطاقًا.

الوضع الميداني في شمال غزة وخانيونس:

منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، كان شمال القطاع هدفًا رئيسيًا. تمركزت جهود الجيش الإسرائيلي على السيطرة على المدن والمخيمات الشمالية، بذريعة تدمير البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، بما في ذلك الأنفاق، ومخازن الأسلحة، ومواقع إطلاق الصواريخ. في المقابل، شهدت خانيونس، الواقعة في جنوب القطاع، تصعيدًا لاحقًا في العمليات العسكرية، حيث انتقل إليها مركز الثقل بعد إعلان الاحتلال عن تفكيك القدرات العسكرية في الشمال.

إن الادعاء بإنهاء العملية البرية في شمال غزة يستدعي التدقيق. صحيح أن كثافة العمليات العسكرية قد انخفضت نسبيًا، وأن هناك تقارير عن سحب بعض القوات، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة انتهاء العمليات بشكل كامل. قد يكون هذا التحول تكتيكيًا، يهدف إلى تحقيق أهداف مختلفة، مثل:

  • التحول إلى عمليات نوعية: بدلًا من العمليات الواسعة النطاق، قد يركز الجيش الإسرائيلي على عمليات محددة تستهدف قيادات أو مواقع استراتيجية لحماس، أو عمليات تمشيط بحثًا عن أنفاق أو أسلحة متبقية.
  • التركيز على خانيونس: نقل الثقل العسكري إلى خانيونس، كما ذكرنا، يقتضي تخصيص المزيد من الموارد لتلك المنطقة.
  • الضغط السياسي: قد يكون الإعلان عن إنهاء العملية في الشمال جزءًا من استراتيجية للضغط على حماس، أو محاولة لتحسين صورة إسرائيل دوليًا.

أما بالنسبة لخانيونس، فالوضع هناك أكثر تعقيدًا. المدينة تعتبر معقلًا هامًا لحماس، وتواجد المقاومة فيها قوي. العمليات العسكرية في خانيونس تتسم بالضراوة، وتشمل قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا، بالإضافة إلى اشتباكات برية عنيفة. ادعاء تفكيك قدرات حماس في خانيونس لا يزال بحاجة إلى إثبات، فالقتال مستمر، والمقاومة تظهر صمودًا ملحوظًا.

الأهداف المعلنة وغير المعلنة للاحتلال:

الأهداف المعلنة للعملية الإسرائيلية في غزة تتضمن تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وإعادة الرهائن. إلا أن هناك أهدافًا أخرى غير معلنة قد تكون أكثر أهمية:

  • إعادة تشكيل المشهد السياسي في غزة: قد تسعى إسرائيل إلى إضعاف حماس بشكل كبير، ربما بهدف تمهيد الطريق لقوى سياسية أخرى، أو حتى لإعادة احتلال القطاع بشكل كامل.
  • ترسيخ قوة الردع: تسعى إسرائيل إلى إرسال رسالة قوية إلى حماس، وإلى أي فصائل أخرى قد تفكر في مهاجمتها، مفادها أن أي هجوم سيقابل برد فعل ساحق.
  • تحقيق مكاسب استراتيجية: قد تسعى إسرائيل إلى السيطرة على مناطق استراتيجية في القطاع، مثل المناطق الحدودية، أو المناطق الغنية بالغاز الطبيعي.

إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تفكيكًا حقيقيًا لقدرات حماس، وهو أمر يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي. حتى لو تمكنت إسرائيل من تدمير جزء كبير من البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الحركة تمتلك القدرة على إعادة بناء نفسها، خاصة في ظل الدعم الشعبي الذي تحظى به، والتجربة الطويلة في العمل السري.

القدرات العسكرية لحماس:

على الرغم من القصف الإسرائيلي المكثف، لا تزال حماس تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، وقذائف الهاون، والعبوات الناسفة، والأسلحة الخفيفة. كما أن الحركة تمتلك شبكة واسعة من الأنفاق، تسمح لها بالتنقل والاختباء، وشن الهجمات المفاجئة.

من المهم الإشارة إلى أن حماس لا تعتمد فقط على الأسلحة التقليدية. الحركة تمتلك أيضًا قدرات في مجال الحرب الإلكترونية، والحرب النفسية، والدعاية. كما أنها قادرة على تجنيد مقاتلين جدد، وتعويض الخسائر البشرية.

إن تفكيك القدرات العسكرية لحماس يتطلب جهدًا استخباراتيًا وعسكريًا كبيرًا، وهو أمر يتجاوز مجرد تدمير الأسلحة والمواقع. يتطلب أيضًا القضاء على القيادات، وتفكيك الشبكات، وقطع مصادر التمويل والتسليح.

التداعيات الاستراتيجية:

إن الادعاء بإنهاء العملية البرية في شمال غزة، وتفكيك قدرات حماس في خانيونس، له تداعيات استراتيجية هامة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي:

  • على المستوى المحلي: إذا ثبت أن الادعاءات الإسرائيلية مبالغ فيها، فإن ذلك سيؤدي إلى تقويض الثقة في الجيش الإسرائيلي، وزيادة الغضب الشعبي الفلسطيني. كما أنه قد يشجع فصائل المقاومة الأخرى على تصعيد الهجمات.
  • على المستوى الإقليمي: قد يؤدي استمرار الصراع إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتشجيع التدخلات الخارجية. كما أنه قد يؤثر على العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
  • على المستوى الدولي: قد يؤدي استمرار سقوط الضحايا المدنيين إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل، ودعوات إلى فرض عقوبات عليها. كما أنه قد يؤثر على العلاقات بين إسرائيل والدول الغربية.

بشكل عام، فإن الوضع في غزة معقد للغاية، ولا يمكن اختزاله إلى مجرد ادعاءات بإنهاء العمليات أو تفكيك القدرات. يتطلب تحليل الوضع نظرة شاملة على جميع الجوانب، وتقييمًا واقعيًا للأهداف والقدرات والتداعيات.

الخلاصة:

الادعاءات بإنهاء العملية البرية في شمال غزة وتفكيك قدرات حماس في خانيونس يجب التعامل معها بحذر شديد. قد تكون هذه الادعاءات مبالغ فيها، أو قد تكون جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع نطاقًا. الوضع الميداني لا يزال متوترًا، والقتال مستمر، والمقاومة تظهر صمودًا ملحوظًا. التداعيات الاستراتيجية للصراع كبيرة، وقد تؤثر على الاستقرار في المنطقة والعالم. من الضروري متابعة تطورات الوضع عن كثب، وتقييم المعلومات بشكل نقدي، وعدم الاعتماد على الادعاءات الرسمية فقط.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا