مجمع ناصر الطبي ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة يخرج عن الخدمة
مجمع ناصر الطبي يخرج عن الخدمة: كارثة إنسانية في غزة
يمثل خروج مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة، عن الخدمة كارثة إنسانية ذات أبعاد لا يمكن تصورها. فالمستشفى الذي كان يخدم مئات الآلاف من السكان، ويقدم خدمات طبية حيوية، أصبح اليوم شبه معطل، مما يعرض حياة المرضى والجرحى للخطر المباشر، ويزيد من معاناة القطاع المحاصر. الفيديو المعنون بـ مجمع ناصر الطبي ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة يخرج عن الخدمة والذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=BAdeo5SS5-4، يقدم شهادة حية على الوضع المأساوي داخل المستشفى، ويسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه الطواقم الطبية والمرضى على حد سواء.
تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمة
منذ بداية التصعيدات الأخيرة، واجه مجمع ناصر الطبي ضغوطًا هائلة. تزايد أعداد الجرحى والمرضى الذين تدفقوا إلى المستشفى بشكل يفوق قدرته الاستيعابية، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والأسرة. كما أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي تفاقم بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، عرقل عمل الأجهزة الطبية الحيوية، وعرض حياة المرضى للخطر. بالإضافة إلى ذلك، عانى المستشفى من نقص حاد في الكوادر الطبية، بسبب استهداف بعضهم أو عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفى بسبب القيود المفروضة على الحركة.
الفيديو المشار إليه يقدم صورًا صادمة للأوضاع داخل المستشفى. ممرات مكتظة بالجرحى والمرضى، غرف العمليات تعمل بصعوبة بالغة، نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، والأطباء والممرضون يعملون فوق طاقتهم في محاولة يائسة لإنقاذ الأرواح. شهادات المرضى والطواقم الطبية التي يتضمنها الفيديو تكشف حجم المعاناة واليأس الذي يعيشه هؤلاء الأشخاص. يتحدثون عن الخوف والقلق على مصيرهم ومصير أحبائهم، وعن العجز عن توفير الرعاية الطبية اللازمة للمرضى والجرحى.
أسباب خروج المستشفى عن الخدمة
يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية لخروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة في النقاط التالية:
- الاستهداف المباشر وغير المباشر للمستشفى: على الرغم من أن المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، إلا أن مجمع ناصر الطبي، وغيره من المستشفيات في غزة، تعرضوا للاستهداف المباشر وغير المباشر، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية، وتعطيل عمل الأجهزة الطبية، وتعريض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
- الحصار المفروض على قطاع غزة: الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، مما أثر بشكل كبير على قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
- نقص التمويل والدعم الدولي: تعاني المستشفيات في غزة من نقص حاد في التمويل والدعم الدولي، مما يحد من قدرتها على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
- القيود المفروضة على حركة الكوادر الطبية: القيود المفروضة على حركة الكوادر الطبية، سواء داخل قطاع غزة أو من وإلى القطاع، تعيق عمل المستشفيات وتزيد من الضغط على الكوادر الموجودة.
- الضغط الهائل الناتج عن تزايد أعداد الجرحى والمرضى: التصعيدات العسكرية الأخيرة أدت إلى تدفق أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى إلى المستشفيات، مما فاق قدرتها الاستيعابية وعرضها للانهيار.
تداعيات خروج المستشفى عن الخدمة
إن خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة له تداعيات وخيمة على الوضع الإنساني في قطاع غزة، منها:
- حرمان مئات الآلاف من السكان من الخدمات الطبية الحيوية: كان مجمع ناصر الطبي يقدم خدمات طبية حيوية لمئات الآلاف من السكان في جنوب قطاع غزة، والذين أصبحوا الآن محرومين من هذه الخدمات.
- ارتفاع معدلات الوفيات: بسبب نقص الرعاية الطبية اللازمة، من المتوقع أن ترتفع معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال والمسنين والمرضى المزمنين.
- تدهور الأوضاع الصحية العامة: يؤدي نقص الخدمات الطبية إلى تدهور الأوضاع الصحية العامة، وانتشار الأمراض والأوبئة.
- تفاقم الأزمة الإنسانية: خروج المستشفى عن الخدمة يزيد من معاناة السكان المحاصرين، ويفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
- تأثير نفسي واجتماعي مدمر: يؤدي فقدان الخدمات الطبية وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى تأثير نفسي واجتماعي مدمر على السكان، خاصة الأطفال والنساء.
مطالبات عاجلة
في ضوء هذه الكارثة الإنسانية، من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة المرضى والجرحى في قطاع غزة، وتشمل هذه الإجراءات:
- توفير الحماية للمستشفيات والطواقم الطبية: يجب على جميع الأطراف احترام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية للمستشفيات والطواقم الطبية، وضمان عدم استهدافها.
- رفع الحصار عن قطاع غزة: يجب رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والسماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود بكميات كافية.
- توفير التمويل والدعم الدولي العاجل: يجب على المجتمع الدولي توفير التمويل والدعم الدولي العاجل للمستشفيات في غزة، لتمكينها من تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
- السماح بحركة الكوادر الطبية: يجب السماح بحركة الكوادر الطبية، سواء داخل قطاع غزة أو من وإلى القطاع، لتمكينها من الوصول إلى المستشفيات وتقديم الرعاية الطبية اللازمة.
- إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي: يجب العمل على إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في أسرع وقت ممكن، لتمكينه من استئناف تقديم الخدمات الطبية الحيوية للسكان.
إن خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة يمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي، ويدعو إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة المرضى والجرحى في غزة، ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر. يجب على العالم أن يستمع إلى صرخات الاستغاثة التي تطلقها الطواقم الطبية والمرضى في غزة، وأن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء الأشخاص المحاصرين.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة