Now

ماذا حققت إسرائيل بعد أكثر من 3 أشهر من عدوانها في غزة

ماذا حققت إسرائيل بعد أكثر من 3 أشهر من عدوانها في غزة؟ - تحليل وتقييم

يشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر (حتى كتابة هذه السطور)، نقطة تحول حاسمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الفيديو المعنون ماذا حققت إسرائيل بعد أكثر من 3 أشهر من عدوانها في غزة؟ (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=DGOnHxThFPg) يثير تساؤلات جوهرية حول الأهداف التي سعت إسرائيل لتحقيقها من خلال هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق، ومدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع. هذا المقال يسعى إلى تحليل وتقييم تلك الأهداف والنتائج بناءً على المعلومات المتاحة وتحليل الخبراء، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات الإنسانية والسياسية والاقتصادية للعدوان.

الأهداف المعلنة وغير المعلنة للعدوان الإسرائيلي

منذ بداية العدوان، أعلنت إسرائيل عن عدة أهداف رئيسية، أبرزها:

  • تدمير قدرات حركة حماس العسكرية: كان هذا الهدف هو الأكثر تكرارًا في التصريحات الرسمية الإسرائيلية. زعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم يسعون إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، بما في ذلك تدمير الأنفاق ومخازن الأسلحة، والقضاء على قادة الحركة.
  • تحرير الرهائن الإسرائيليين: شكل تحرير الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر هدفًا أساسيًا للعملية العسكرية.
  • إزالة خطر حماس على إسرائيل: يهدف هذا الهدف إلى خلق وضع أمني جديد في قطاع غزة يضمن عدم قدرة حماس على شن هجمات مماثلة في المستقبل.

بالإضافة إلى هذه الأهداف المعلنة، يرى بعض المحللين أن هناك أهدافًا غير معلنة، أو أهدافًا ضمنية تسعى إسرائيل لتحقيقها، منها:

  • إعادة احتلال قطاع غزة أو جزء منه: على الرغم من النفي الرسمي، تشير بعض التحركات الميدانية والبيانات غير الرسمية إلى احتمال سعي إسرائيل إلى إعادة بسط سيطرتها على قطاع غزة، بشكل كامل أو جزئي.
  • تغيير الوضع الديموغرافي في قطاع غزة: تهدف هذه الفرضية إلى دفع السكان الفلسطينيين إلى النزوح القسري من قطاع غزة، سواء إلى مصر أو إلى مناطق أخرى، مما يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في القطاع.
  • ترسيخ قوة الردع الإسرائيلية: تسعى إسرائيل من خلال هذه العملية إلى إرسال رسالة قوية إلى خصومها في المنطقة، مفادها أن أي تهديد لأمنها سيواجه برد فعل قاسٍ وغير متناسب.

تقييم مدى تحقيق الأهداف المعلنة

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، يمكننا تقييم مدى تحقيق إسرائيل للأهداف التي أعلنتها:

  • تدمير قدرات حماس العسكرية: على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، سواء في الأرواح أو في المعدات، لا تزال الحركة قادرة على شن هجمات صاروخية على إسرائيل ومقاومة القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. تشير التقارير إلى أن جزءًا كبيرًا من شبكة الأنفاق الخاصة بحماس لا يزال سليمًا، وأن الحركة قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وتعبئة مقاتلين جدد.
  • تحرير الرهائن الإسرائيليين: تمكنت إسرائيل من تحرير عدد محدود من الرهائن، إما عن طريق العمليات العسكرية أو من خلال اتفاقيات تبادل الأسرى. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الرهائن محتجزين لدى حماس، وتزداد المخاوف بشأن مصيرهم في ظل استمرار القتال.
  • إزالة خطر حماس على إسرائيل: لا تزال حماس تمثل تهديدًا لإسرائيل، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من القتال. على الرغم من تراجع قدراتها العسكرية، لا تزال الحركة قادرة على شن هجمات صاروخية وتنفيذ عمليات مقاومة في قطاع غزة. علاوة على ذلك، فإن استمرار العدوان وتزايد الخسائر المدنية قد يؤدي إلى زيادة الدعم الشعبي لحماس وتقوية موقفها في المستقبل.

التداعيات الإنسانية والاقتصادية للعدوان

بغض النظر عن مدى تحقيق إسرائيل لأهدافها العسكرية، لا يمكن تجاهل التداعيات الإنسانية والاقتصادية الكارثية للعدوان على قطاع غزة. تشير التقارير إلى أن:

  • الخسائر البشرية: تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 20 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال. كما أصيب عشرات الآلاف بجروح خطيرة، ويعاني الكثير منهم من إعاقات دائمة.
  • النزوح القسري: نزح أكثر من 85% من سكان قطاع غزة من منازلهم، ويعيشون في ظروف إنسانية قاسية في مراكز الإيواء المؤقتة أو في العراء.
  • تدمير البنية التحتية: تم تدمير أو تضرر جزء كبير من البنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء.
  • الأزمة الإنسانية: يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
  • التأثير الاقتصادي: دمر العدوان الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة، وتسبب في خسائر فادحة للشركات والمؤسسات. كما أدى إلى تفاقم مشكلة البطالة والفقر.

التأثيرات الإقليمية والدولية

لم يقتصر تأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل امتد ليشمل المنطقة بأسرها والعالم. من بين هذه التأثيرات:

  • تزايد التوتر في المنطقة: أدى العدوان إلى زيادة التوتر بين إسرائيل ودول الجوار، وخاصة لبنان وسوريا. كما أدى إلى تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والجماعات المسلحة في المنطقة.
  • تدهور العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول: أدى العدوان إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول، وخاصة تلك التي تنتقد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
  • زيادة الضغط الدولي على إسرائيل: واجهت إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لوقف العدوان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. كما دعت بعض الدول إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة.
  • تغير الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل: أدى العدوان إلى تغيير في الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل، حيث زادت الانتقادات الموجهة لسياساتها تجاه الفلسطينيين وتزايد الدعم للقضية الفلسطينية.

الخلاصة

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يمكن القول بأن إسرائيل لم تحقق الأهداف التي أعلنتها بشكل كامل. على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، لا تزال الحركة قادرة على المقاومة وشن الهجمات. علاوة على ذلك، فإن التداعيات الإنسانية والاقتصادية للعدوان كارثية، وقد تؤدي إلى تفاقم الوضع في قطاع غزة وزيادة التوتر في المنطقة. يبدو أن العدوان الإسرائيلي لم يحقق سوى المزيد من الدمار والمعاناة، ولم يساهم في تحقيق السلام والأمن في المنطقة.

من الضروري أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يضغط على إسرائيل لوقف العدوان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. كما يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق السلام والأمن للجميع في المنطقة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا