كاريس بشار العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض هل تم تأمين مسكن للنازح كي يعود

كاريس بشار والعنصرية ضد السوريين في لبنان: نظرة معمقة

يشكل ملف اللاجئين السوريين في لبنان قضية معقدة وحساسة، تتداخل فيها الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ومما يزيد من تعقيد هذا الملف، وجود مظاهر للعنصرية والتمييز ضد اللاجئين السوريين من قبل بعض فئات المجتمع اللبناني. وفي هذا السياق، يبرز الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب بعنوان كاريس بشار العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض هل تم تأمين مسكن للنازح كي يعود (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=VQJCWi_DdpI) كنموذج لمناقشة هذه القضية الشائكة، وتسليط الضوء على مختلف جوانبها.

كاريس بشار والشهادة المؤثرة

كاريس بشار، الفنانة السورية المعروفة، قدمت في هذا الفيديو شهادة مؤثرة حول تجربتها الشخصية وملاحظاتها حول نظرة بعض اللبنانيين إلى اللاجئين السوريين. لم تتطرق الفنانة إلى تعميم هذه النظرة، بل أكدت على وجودها لدى البعض، وهو تعبير يحمل في طياته حكمة ومسؤولية في تناول هذه القضية الحساسة. ما يميز شهادة كاريس بشار هو مصداقيتها وقربها من الواقع، فهي تعكس تجارب ومعاناة العديد من السوريين الذين وجدوا أنفسهم في لبنان كلاجئين.

العنصرية ضد السوريين في لبنان: مظاهر متعددة

تتخذ العنصرية ضد السوريين في لبنان أشكالاً متعددة، تتراوح بين التمييز اللفظي والتصرفات المهينة، وصولاً إلى الممارسات التمييزية في الحصول على فرص العمل والسكن والرعاية الصحية. يمكن تلخيص بعض هذه المظاهر فيما يلي:

• الخطاب التحريضي: انتشار خطاب كراهية وتحريض ضد السوريين في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يصورهم كخطر على الاقتصاد والأمن والهوية اللبنانية.
• التمييز في العمل: استغلال حاجة السوريين للعمل، ودفع أجور زهيدة لهم مقابل ساعات عمل طويلة وظروف عمل غير إنسانية. تفضيل العمال اللبنانيين على السوريين حتى في الوظائف التي يمكن للسوريين شغلها بكفاءة.
• صعوبة الحصول على السكن: رفض تأجير المنازل للسوريين من قبل بعض المالكين، أو فرض شروط مجحفة عليهم مثل دفع مبالغ تأمين مرتفعة أو طلب كفيل لبناني.
• التعامل المهين: تعرض السوريين للإهانات والتحرشات اللفظية في الشوارع والأماكن العامة، والنظر إليهم بدونية واحتقار.
• القيود القانونية: فرض قيود على حركة السوريين وإقامتهم في لبنان، وصعوبة الحصول على تصاريح عمل وإقامة قانونية.

أسباب العنصرية ضد السوريين في لبنان

لا يمكن فهم مظاهر العنصرية ضد السوريين في لبنان دون التطرق إلى الأسباب الكامنة وراءها. يمكن إرجاع هذه الأسباب إلى عوامل متعددة، منها:

• الضغوط الاقتصادية: تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، مما أدى إلى زيادة التنافس على فرص العمل والموارد المتاحة، وبالتالي خلق شعور بالاستياء تجاه اللاجئين السوريين الذين يُنظر إليهم كمنافسين.
• التركيبة الديموغرافية: الزيادة الكبيرة في عدد السكان في لبنان نتيجة تدفق اللاجئين السوريين، مما أثار مخاوف بشأن التغيرات الديموغرافية وتأثيرها على التوازن الطائفي والسياسي في البلاد.
• التاريخ المشترك: العلاقات التاريخية المعقدة بين لبنان وسوريا، والتي شهدت فترات من التوتر والصراع، مما أدى إلى تراكم مشاعر سلبية وعدم ثقة بين بعض فئات الشعبين.
• الخطاب السياسي والإعلامي: مساهمة بعض السياسيين والإعلاميين في تأجيج المشاعر السلبية تجاه اللاجئين السوريين، من خلال نشر معلومات مضللة وخطاب تحريضي يصورهم كخطر على لبنان.
• غياب خطة متكاملة: عدم وجود خطة وطنية شاملة للتعامل مع ملف اللاجئين السوريين، مما أدى إلى تفاقم المشاكل وتزايد الشعور بالإحباط لدى اللبنانيين والسوريين على حد سواء.

العودة الطوعية: شرط أساسي لحل الأزمة

تطرح كاريس بشار في الفيديو سؤالاً مهماً: هل تم تأمين مسكن للنازح كي يعود؟. هذا السؤال يلامس صلب المشكلة، فالحل المستدام لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان يكمن في العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى ديارهم. ولكن، لكي تتحقق هذه العودة، يجب توفير الظروف الملائمة لذلك، وعلى رأسها:

• الأمن والاستقرار: تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي يرغب اللاجئون في العودة إليها، وضمان حمايتهم من أي أعمال عنف أو انتقام.
• توفير المساكن: إعادة بناء المنازل التي دمرت أو تضررت نتيجة الحرب، وتوفير مساكن بديلة للذين لا يملكون القدرة على إعادة بناء منازلهم.
• توفير فرص العمل: خلق فرص عمل للاجئين العائدين، وتمكينهم من كسب لقمة العيش بكرامة.
• توفير الخدمات الأساسية: توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي في المناطق التي يعود إليها اللاجئون.
• المصالحة المجتمعية: تعزيز المصالحة المجتمعية بين مختلف الأطراف المتنازعة في سوريا، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين بسلام وأمان.

دور المجتمع الدولي والمجتمع المدني

لا يمكن للبنان بمفرده تحمل مسؤولية أزمة اللاجئين السوريين. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في تقديم الدعم المالي والفني للبنان، لمساعدته على التعامل مع هذه الأزمة. كما يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على الأطراف المتنازعة في سوريا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، يضمن عودة اللاجئين بكرامة وأمان.

يلعب المجتمع المدني اللبناني والسوري دوراً هاماً في التخفيف من آثار العنصرية والتمييز ضد اللاجئين السوريين. يمكن للمنظمات غير الحكومية والمبادرات الشعبية أن تساهم في:

• نشر الوعي: نشر الوعي حول حقوق اللاجئين ومخاطر العنصرية والتمييز.
• تقديم الدعم النفسي والاجتماعي: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين الذين تعرضوا للعنف والتمييز.
• تعزيز الحوار: تعزيز الحوار والتواصل بين اللبنانيين والسوريين، لتبديد المخاوف وسوء الفهم.
• الدفاع عن حقوق اللاجئين: الدفاع عن حقوق اللاجئين في الحصول على الخدمات الأساسية والعدالة والمساواة.

خلاصة

إن قضية اللاجئين السوريين في لبنان هي قضية إنسانية معقدة، تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة لها. يجب على المجتمع اللبناني أن يتصدى للعنصرية والتمييز ضد اللاجئين السوريين، وأن يتعامل معهم بإنسانية واحترام. كما يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في دعم لبنان ومساعدة اللاجئين السوريين. يبقى الأمل معقوداً على تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، لكي يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم بكرامة وأمان، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لبلدهم.