يان إيغلاند يوضح ما قد يفاجئ سموتريش وبن غفير بعد انتخاب ترامب مجددًا رئيسًا لأمريكا
يان إيغلاند يوضح ما قد يفاجئ سموتريش وبن غفير بعد انتخاب ترامب مجددًا رئيسًا لأمريكا
في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها العالم، تزداد أهمية تحليل التصريحات والتحذيرات الصادرة عن الشخصيات الدولية البارزة، خاصة تلك التي تتمتع بخبرة واسعة في مجالات الدبلوماسية والسياسة الخارجية. ومن بين هذه الشخصيات يبرز يان إيغلاند، الأمين العام السابق للمجلس النرويجي للاجئين، والذي قدم مؤخرًا تحليلًا معمقًا حول السيناريوهات المحتملة في حال فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، وتحديدًا تأثير ذلك على السياسات الإسرائيلية بقيادة شخصيات مثل بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير. هذا المقال يهدف إلى استعراض النقاط الرئيسية التي طرحها إيغلاند، مع التركيز على المفاجآت المحتملة التي قد تواجهها القيادات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وذلك في ضوء استعراض عام لسياسات ترامب السابقة تجاه المنطقة.
مقدمة: ترامب والسياسة الخارجية الأمريكية
لا يمكن فهم تحذيرات يان إيغلاند دون الرجوع إلى الخلفية التاريخية لسياسات دونالد ترامب الخارجية، والتي تميزت بالعديد من الخروج عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية، وتبني مواقف غير متوقعة في كثير من الأحيان. خلال فترة رئاسته الأولى، اتسمت سياسة ترامب الخارجية بالتركيز على شعار أمريكا أولاً، والذي تجسد في الانسحاب من الاتفاقيات الدولية، وإعادة التفاوض بشأن الشراكات التجارية، وتبني مواقف أكثر صرامة تجاه بعض الحلفاء. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، اتخذ ترامب خطوات جريئة أثارت جدلاً واسعًا، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. هذه القرارات، التي لاقت ترحيبًا من بعض الأطراف الإسرائيلية، أثارت في المقابل انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، واعتبرت تقويضًا لجهود السلام في المنطقة.
يان إيغلاند: تحذيرات وتحليلات
يستند تحليل يان إيغلاند إلى خبرته الطويلة في العمل الإنساني والدبلوماسي في الشرق الأوسط، ومعرفته العميقة بتعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ووفقًا لإيغلاند، فإن فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية قد يحمل مفاجآت غير سارة للقيادات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، على الرغم من الدعم الذي حظوا به من ترامب خلال فترة رئاسته الأولى. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل:
- البراغماتية السياسية: يرى إيغلاند أن ترامب شخصية براغماتية للغاية، وأن قراراته السياسية تخضع في المقام الأول للمصالح الأمريكية، وتقييم المكاسب والخسائر المحتملة. وبالتالي، فإن الدعم غير المشروط الذي قدمه ترامب لإسرائيل في الماضي قد لا يكون مضمونًا في المستقبل، خاصة إذا رأى ترامب أن هذا الدعم يعرض المصالح الأمريكية للخطر.
- الضغط الدولي: في حال فوز ترامب، فمن المتوقع أن يواجه ضغوطًا دولية متزايدة بشأن القضية الفلسطينية، خاصة من الحلفاء الأوروبيين والدول العربية المعتدلة. وقد يضطر ترامب، تحت هذا الضغط، إلى تبني مواقف أكثر توازنًا، والضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في سبيل تحقيق السلام.
- العلاقات مع الدول العربية: ترامب حريص على تعزيز العلاقات الأمريكية مع الدول العربية، خاصة دول الخليج، والتي تعتبر حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في مواجهة إيران. وقد يجد ترامب نفسه مضطرًا إلى مراعاة مصالح هذه الدول في سياسته تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما قد يضع قيودًا على سياسات إسرائيلية معينة، مثل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
- التغيرات الداخلية في إسرائيل: يشير إيغلاند إلى أن المشهد السياسي في إسرائيل قد يشهد تغيرات كبيرة في الفترة المقبلة، وأن استمرار حكومة يمينية متطرفة بقيادة شخصيات مثل سموتريش وبن غفير قد يزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، ويعرض مصالحها للخطر. وفي هذه الحالة، قد يجد ترامب نفسه مضطرًا إلى النأي بنفسه عن هذه الحكومة، وتبني مواقف أكثر انتقادًا لسياساتها.
المفاجآت المحتملة لسموتريش وبن غفير
بناءً على تحليل يان إيغلاند، يمكن تحديد بعض المفاجآت المحتملة التي قد تواجهها شخصيات مثل سموتريش وبن غفير في حال فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية:
- تراجع الدعم الأمريكي غير المشروط: قد يجد سموتريش وبن غفير أن الدعم الأمريكي لسياساتهم، وخاصة فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني والتعامل مع الفلسطينيين، ليس بنفس القوة التي كان عليها في الماضي. وقد يضطرون إلى مواجهة انتقادات علنية من الإدارة الأمريكية، وضغوط لتقديم تنازلات.
- الضغط على وقف الاستيطان: من المتوقع أن تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطًا على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والذي يعتبره المجتمع الدولي عقبة أمام السلام. وقد يضطر سموتريش، الذي يشغل منصب وزير المالية المسؤول عن إدارة الأراضي في الضفة الغربية، إلى مواجهة قيود على خططه لتوسيع المستوطنات.
- التعامل مع القضية الفلسطينية: قد تتبنى الإدارة الأمريكية موقفًا أكثر توازنًا تجاه القضية الفلسطينية، وتسعى إلى إحياء عملية السلام المتوقفة. وقد يضطر بن غفير، الذي يشغل منصب وزير الأمن القومي، إلى التعامل مع ضغوط لتقديم تنازلات في مجال الأمن، وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين.
- العزلة الدولية: قد تزيد سياسات سموتريش وبن غفير من عزلة إسرائيل دوليًا، وتؤدي إلى تدهور العلاقات مع بعض الحلفاء الأوروبيين والدول العربية. وفي هذه الحالة، قد يجد ترامب نفسه مضطرًا إلى النأي بنفسه عن هذه السياسات، وتبني مواقف أكثر انتقادًا لها.
الخلاصة
تحذيرات يان إيغلاند تسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي قد تواجهها السياسات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في حال فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية. وعلى الرغم من الدعم الذي حظيت به هذه السياسات من ترامب في الماضي، إلا أن البراغماتية السياسية، والضغوط الدولية، والتغيرات الداخلية في إسرائيل، قد تجبر ترامب على تبني مواقف أكثر توازنًا، والضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في سبيل تحقيق السلام. وبالتالي، فإن شخصيات مثل سموتريش وبن غفير قد يجدون أنفسهم في مواجهة مفاجآت غير سارة، وأن الدعم الأمريكي غير المشروط ليس مضمونًا كما كانوا يعتقدون. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث في المستقبل، وما إذا كانت تحذيرات إيغلاند ستتحقق على أرض الواقع.
يمكنكم مشاهدة الفيديو الأصلي من خلال الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=nS1BwPxP5WQ
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة