المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع تلحق دمارا كبيرا بمستشفى الخرطوم التعليمي
المعارك في الخرطوم: مستشفى الخرطوم التعليمي في مرمى النيران
يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعًا دامياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد طالت تداعيات هذا الصراع المؤسسات الحيوية في البلاد، وعلى رأسها القطاع الصحي. يوثق فيديو على اليوتيوب بعنوان المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع تلحق دمارا كبيرا بمستشفى الخرطوم التعليمي (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=i4PooF9Dl8U) حجم الدمار الهائل الذي لحق بأحد أكبر وأهم المستشفيات التعليمية في السودان، وهو مستشفى الخرطوم التعليمي.
يمثل مستشفى الخرطوم التعليمي صرحًا طبيًا شامخًا، ليس فقط في العاصمة الخرطوم، بل على مستوى السودان بأكمله. على مر عقود، لعب المستشفى دورًا حيويًا في تقديم الخدمات الصحية المتخصصة والعامة لشرائح واسعة من المجتمع. كما كان مركزًا رئيسيًا لتدريب الأطباء والكوادر الطبية، وتخريج أجيال من المهنيين الصحيين الذين ساهموا في تطوير القطاع الصحي في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المستشفى مركزًا مرجعيًا للعديد من الحالات الطبية المعقدة، حيث يتم تحويل المرضى من مختلف أنحاء السودان إليه لتلقي العلاج المتخصص.
يشير الفيديو بوضوح إلى أن المعارك الضارية بين الجيش والدعم السريع قد وصلت إلى محيط المستشفى وداخلها. تظهر في اللقطات آثار القصف المدفعي والرصاص على جدران المباني، وتناثر الزجاج المحطم في الأروقة والغرف. كما يظهر الفيديو تضرر المعدات الطبية والأجهزة الحيوية، مما يعيق قدرة المستشفى على تقديم الخدمات الصحية الضرورية للمرضى.
إن تدمير مستشفى الخرطوم التعليمي له تداعيات كارثية على القطاع الصحي في السودان. فإلى جانب فقدان مرفق طبي هام، فإن تضرر المعدات الطبية والأجهزة الحيوية يؤدي إلى تقليص القدرة الاستيعابية للمستشفى وتقليل جودة الخدمات الصحية المقدمة. كما أن توقف العمليات الجراحية والعلاج المتخصص يؤثر بشكل مباشر على حياة المرضى الذين يعتمدون على هذه الخدمات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدمير المستشفى يهدد مستقبل التدريب الطبي في السودان. فالمستشفى كان مركزًا رئيسيًا لتدريب الأطباء والكوادر الطبية، وتوقفه عن العمل يعني حرمان الطلاب والمتدربين من فرصة اكتساب الخبرة العملية والمهارات اللازمة لممارسة الطب. هذا الأمر سيؤثر سلبًا على جودة الرعاية الصحية في المستقبل ويساهم في تفاقم أزمة الكوادر الطبية في البلاد.
إن الوضع الإنساني في الخرطوم يزداد تدهوراً مع استمرار القتال. فالنقص الحاد في الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الغذائية يهدد حياة الآلاف من المدنيين. كما أن صعوبة الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية بسبب القتال وانعدام الأمن يعيق حصول المرضى والجرحى على الرعاية الطبية اللازمة.
إن تدمير مستشفى الخرطوم التعليمي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر استهداف المرافق الطبية والعاملين الصحيين. يجب على جميع الأطراف المتحاربة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية.
يتطلب الوضع في السودان تحركًا دوليًا عاجلاً لوقف القتال وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد. كما يجب على المنظمات الدولية والجهات المانحة تقديم الدعم المالي والفني لإعادة بناء القطاع الصحي المتضرر وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمتضررين من الصراع.
إن إعادة بناء مستشفى الخرطوم التعليمي يجب أن تكون أولوية قصوى في جهود إعادة الإعمار والتنمية في السودان. فالمستشفى يمثل رمزًا للأمل والتقدم، وإعادة بنائه ستبعث برسالة قوية إلى الشعب السوداني بأن المستقبل لا يزال ممكنًا. يجب على الحكومة السودانية والمجتمع الدولي العمل معًا لتوفير الموارد اللازمة لإعادة بناء المستشفى وتطويره لكي يتمكن من مواصلة دوره الحيوي في تقديم الخدمات الصحية وتدريب الأطباء والكوادر الطبية.
ختاماً، إن ما حدث لمستشفى الخرطوم التعليمي هو مأساة إنسانية بكل المقاييس. يجب أن يكون هذا الحدث بمثابة تذكير دائم بأهمية حماية المدنيين والمرافق الحيوية في أوقات النزاعات. يجب أن يعمل الجميع معًا لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
إن مستقبل السودان يعتمد على قدرة شعبه على تجاوز هذه الأزمة وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يجب أن يكون التعافي من آثار الحرب وإعادة بناء المؤسسات المتضررة أولوية قصوى في جهود التنمية المستدامة في البلاد.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة