Now

رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر هل غيّر قواعد الاشتباك مع إسرائيل

رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر: هل غيّر قواعد الاشتباك مع إسرائيل؟

يمثل اغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، وتحديداً الطريقة التي رد بها الحزب على هذا الاغتيال، نقطة تحول مهمة في العلاقة المتوترة والمستمرة بين حزب الله وإسرائيل. الفيديو المعروض على يوتيوب بعنوان رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر هل غيّر قواعد الاشتباك مع إسرائيل؟ (https://www.youtube.com/watch?v=wpU70nKoynk) يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذه العلاقة، وما إذا كان الرد الذي قام به الحزب قد أعاد تعريف الخطوط الحمراء، أو أنه مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من التصعيد والتهدئة المتبادلة.

لفهم الأهمية المحتملة لهذا الرد، يجب أولاً أن نضع اغتيال فؤاد شكر في سياقه. كان شكر شخصية بارزة في الجناح العسكري لحزب الله، وله دور محوري في العمليات العسكرية للحزب، خاصة في سوريا. اغتياله، الذي يُنسب إلى إسرائيل، لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل كان رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل مستعدة لاستهداف قيادات الصف الأول في الحزب، وأنها قادرة على القيام بذلك.

رد حزب الله جاء سريعاً ومباشراً، وإن كان محدوداً نسبياً. استهدف الحزب آلية عسكرية إسرائيلية على الحدود اللبنانية، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. هذا الرد، وإن لم يكن واسع النطاق، حمل دلالات مهمة. أولاً، أظهر أن حزب الله لا يزال قادراً على الرد، وأنه لن يسمح باغتيال قياداته دون مقابل. ثانياً، الرد المباشر على الحدود، بدلاً من استهداف أهداف إسرائيلية في عمق إسرائيل، قد يشير إلى تغيير في استراتيجية الحزب، يهدف إلى تجنب تصعيد واسع النطاق قد يكون له تداعيات كارثية على لبنان.

السؤال الذي يطرحه الفيديو، والذي يطرحه العديد من المحللين، هو: هل غيّر هذا الرد قواعد الاشتباك؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، وتعتمد على تفسيرنا لعدة عوامل. من ناحية، يمكن القول أن الرد المحدود لم يغير قواعد الاشتباك بشكل جذري. إسرائيل استهدفت قيادياً في حزب الله، وحزب الله رد باستهداف آلية عسكرية. هذا النمط من الفعل ورد الفعل ليس جديداً في العلاقة بين الطرفين. في الماضي، شهدنا حالات مماثلة من التصعيد والتهدئة، دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير جوهري في قواعد اللعبة.

من ناحية أخرى، يمكن القول أن الرد حمل رسالة مختلفة. حزب الله، من خلال استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر وسريع، أظهر أنه لن يتسامح مع استهداف قياداته، وأنه مستعد للرد الفوري. هذا الرد قد يُعتبر بمثابة تحذير لإسرائيل من مغبة تكرار مثل هذه العمليات. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار الرد على الحدود، بدلاً من استهداف عمق إسرائيل، قد يشير إلى رغبة حزب الله في الحفاظ على مستوى معين من الردع، دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

هناك عدة عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم تأثير هذا الرد. أولاً، الوضع الإقليمي المضطرب يلعب دوراً هاماً. الصراعات في سوريا واليمن، والتوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية، كلها عوامل تؤثر على حسابات حزب الله وإسرائيل. في ظل هذه الظروف، قد يكون الطرفان حريصين على تجنب تصعيد واسع النطاق قد يجر المنطقة إلى حرب إقليمية. ثانياً، الوضع الداخلي في لبنان يؤثر أيضاً على حسابات حزب الله. يعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، وتوتر سياسي متصاعد. في ظل هذه الظروف، قد يكون حزب الله حريصاً على تجنب أي عمل قد يزيد من الضغط على لبنان.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار الدور الذي تلعبه القوى الدولية في هذه المعادلة. الولايات المتحدة وروسيا، على سبيل المثال، لهما مصالح في المنطقة، وقد تسعيان إلى منع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها هذه القوى يمكن أن تؤثر على قرارات الطرفين، وتمنعهما من الانزلاق إلى حرب شاملة.

إذاً، هل غيّر رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر قواعد الاشتباك مع إسرائيل؟ الإجابة ليست واضحة تماماً. من ناحية، الرد المحدود قد لا يُعتبر تغييراً جذرياً في قواعد اللعبة. من ناحية أخرى، الرد السريع والمباشر يحمل رسالة واضحة لإسرائيل، مفادها أن حزب الله لن يتسامح مع استهداف قياداته. في نهاية المطاف، سيعتمد تأثير هذا الرد على التطورات المستقبلية، وعلى القرارات التي سيتخذها الطرفان في الأشهر والسنوات القادمة.

يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان هذا الرد يمثل بداية حقبة جديدة من التصعيد والتهدئة المدروسة، أم أنه مجرد تكتيك مؤقت يهدف إلى تحقيق أهداف محددة. التحليل المتعمق للفيديو المذكور، بالإضافة إلى مراقبة التطورات اللاحقة، يمكن أن يساعد في فهم أفضل لديناميكية العلاقة بين حزب الله وإسرائيل، وما إذا كانت قواعد الاشتباك قد تغيرت بالفعل.

في الختام، يمكن القول أن رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر يمثل تطوراً مهماً يستحق الدراسة والتحليل. هذا الرد، بغض النظر عن حجمه، يحمل دلالات سياسية وعسكرية يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم مستقبل العلاقة بين حزب الله وإسرائيل. سواء كان هذا الرد قد غيّر قواعد الاشتباك أم لا، فإنه بالتأكيد أضاف عنصراً جديداً إلى هذه العلاقة المعقدة والمتوترة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا