Now

حرب غزة إصرار إسرائيلي على الحسم العسكري وحماس ترفض التفاوض تحت النار

حرب غزة: إصرار إسرائيلي على الحسم العسكري وحماس ترفض التفاوض تحت النار

تحتدم رحى حرب جديدة في قطاع غزة، مخلفةً وراءها دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة. هذه الجولة من الصراع، كسابقاتها، تعيد إلى الأذهان الجذور العميقة للقضية الفلسطينية، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المنطقة بأسرها. الفيديو المعنون حرب غزة: إصرار إسرائيلي على الحسم العسكري وحماس ترفض التفاوض تحت النار (https://www.youtube.com/watch?v=MMG-KPFa8Bc) يقدم تحليلاً موجزاً للوضع الراهن، مع التركيز على المواقف المتباينة لطرفي النزاع: إسرائيل وحركة حماس.

الإصرار الإسرائيلي على الحسم العسكري

منذ اندلاع المواجهات، تبدو إسرائيل عازمة على تحقيق أهدافها العسكرية بالقوة، مستخدمةً ترسانتها الضخمة لتوجيه ضربات جوية وبرية مكثفة على قطاع غزة. الخطاب الرسمي الإسرائيلي يركز على ضرورة تدمير البنية التحتية لحماس، وتقويض قدراتها العسكرية، ومنعها من شن هجمات صاروخية مستقبلية على المدن الإسرائيلية. هذا النهج يرتكز على قناعة راسخة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن القوة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لردع حماس وتحقيق الأمن للمواطنين الإسرائيليين.

ومع ذلك، يثير هذا الإصرار على الحسم العسكري تساؤلات جدية حول جدواه ونتائجه على المدى الطويل. فالحروب المتكررة على غزة، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تتكبدها حماس، لم تنجح في القضاء عليها أو إضعافها بشكل دائم. بل على العكس، غالباً ما تؤدي هذه العمليات العسكرية إلى تعزيز شعبية حماس في الشارع الفلسطيني، وتزيد من حدة التطرف والعنف. كما أن الحصار المفروض على غزة، والذي يهدف إلى الضغط على حماس، يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع، ويخلق بيئة حاضنة لنمو الجماعات المتطرفة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على الحلول العسكرية يتجاهل الأسباب الجذرية للصراع، والتي تتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستمرار بناء المستوطنات، وغياب أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية. فبدون معالجة هذه الأسباب، فإن أي حل عسكري سيكون مؤقتاً ومآله الفشل. فالحروب المتكررة على غزة ما هي إلا أعراض لمرض مزمن، والمرض لا يعالج بقمع الأعراض.

حماس ترفض التفاوض تحت النار

في المقابل، ترفض حركة حماس التفاوض تحت الضغط العسكري، وتصر على وقف إطلاق النار أولاً قبل الدخول في أي مفاوضات. حماس تعتبر أن التفاوض تحت النار هو استسلام للضغط الإسرائيلي، وتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما أنها تعتبر أن المقاومة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافها، وتحرير الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

هذا الموقف المتصلب من جانب حماس يعقد جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار، ويطيل أمد الصراع. ومع ذلك، يجب فهم موقف حماس في سياق تاريخي وسياسي أوسع. فحماس تعتبر نفسها حركة مقاومة وطنية، وليست مجرد جماعة إرهابية كما تصفها إسرائيل والعديد من الدول الغربية. وهي تستمد شرعيتها من دعم شعبي واسع في قطاع غزة، حيث فازت بالانتخابات التشريعية عام 2006.

كما أن حماس تستفيد من حالة اليأس والإحباط التي تسود الشارع الفلسطيني، بسبب فشل عملية السلام في تحقيق أي تقدم ملموس، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ففي ظل غياب أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، يرى الكثير من الفلسطينيين أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد المتبقي لهم.

ومع ذلك، فإن استمرار حماس في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وتعريض المدنيين للخطر، يضر بالقضية الفلسطينية، ويقلل من التعاطف الدولي مع معاناة الشعب الفلسطيني. كما أن استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية، وهو ما تنفيه الحركة، يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، ويشكل جريمة حرب.

غياب الأفق السياسي

إن أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو غياب الأفق السياسي لحل القضية. فعملية السلام متوقفة منذ سنوات، ولا يوجد أي مبادرة جدية لإحياء المفاوضات بين الطرفين. والسبب في ذلك يعود إلى عوامل عديدة، من بينها استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات، ورفضها الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، وتصلب مواقف الطرفين، وغياب الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وبدون حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فإن الصراع سيستمر، وستتكرر الحروب على غزة، وستزداد معاناة الشعب الفلسطيني. فالحل العسكري ليس حلاً، بل هو تأجيل للمشكلة، وتفاقم للأزمة. الحل يكمن في المفاوضات، والتنازلات المتبادلة، والاعتراف بحقوق الطرفين، والعيش بسلام وأمن جنباً إلى جنب.

دور المجتمع الدولي

يلعب المجتمع الدولي دوراً هاماً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالدول الكبرى والمنظمات الدولية يمكنها أن تلعب دور الوسيط بين الطرفين، والضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني، ودعم جهود التنمية الاقتصادية في قطاع غزة والضفة الغربية.

ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي غالباً ما يكون منحازاً لإسرائيل، بسبب المصالح الاستراتيجية والاقتصادية التي تربطه بها. كما أن الدول الغربية تتأثر باللوبي الإسرائيلي القوي، الذي يمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومات والبرلمانات ووسائل الإعلام. هذا التحيز يضعف دور المجتمع الدولي في حل الصراع، ويشجع إسرائيل على الاستمرار في سياساتها العدوانية.

لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يكون أكثر حيادية وإنصافاً في تعامله مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن يضغط على الطرفين للعودة إلى المفاوضات، والتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.

خاتمة

إن حرب غزة الحالية، كسابقاتها، هي مأساة إنسانية بكل المقاييس. الخسائر البشرية فادحة، والدمار واسع النطاق، والمعاناة لا تطاق. هذه الحرب تذكرنا مرة أخرى بضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. بدون حل سياسي، فإن الصراع سيستمر، وستتكرر الحروب، وستزداد المعاناة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته، وأن يضغط على الطرفين للعودة إلى المفاوضات، والتوصل إلى حل يضمن حقوق الجميع، ويحقق السلام والأمن والاستقرار للمنطقة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا