الكاتب الصحفي محمد سطوحي وقف الحرب في غزة ليس هدفا أميركيا في الوقت الراهن
تحليل: الكاتب الصحفي محمد سطوحي ووقف الحرب في غزة ليس هدفا أميركيا
يشكل فيديو الكاتب الصحفي محمد سطوحي، والمنشور على يوتيوب تحت عنوان وقف الحرب في غزة ليس هدفا أميركيا في الوقت الراهن، مادة دسمة للتحليل والنقاش حول طبيعة الدور الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالأخص في سياق الحرب الدائرة في غزة. يتناول الفيديو وجهة نظر مفادها أن الإدارة الأمريكية، على الرغم من تصريحاتها العلنية الداعية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، لا تعتبر وقف الحرب في غزة هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا في الوقت الحالي. هذا التحليل يثير العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية للسياسة الأمريكية في المنطقة، ومصالحها المتضاربة، وتأثير ذلك على مستقبل القضية الفلسطينية.
الخلفية التاريخية للدور الأمريكي
منذ نشأة دولة إسرائيل، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دعمها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. هذا الدعم، الذي ترسخ على مر العقود، جعل من الولايات المتحدة الحليف الأقرب لإسرائيل على الساحة الدولية. هذه العلاقة الاستراتيجية تتجاوز مجرد المصالح المشتركة، وتمتد لتشمل أبعادًا أيديولوجية وثقافية مؤثرة. تاريخيًا، اتبعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سياسات تدعم أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة، مع محاولات متقطعة للعب دور الوسيط في عملية السلام المتعثرة. إلا أن هذه المحاولات غالبًا ما اصطدمت بتحيزات واضحة لصالح إسرائيل، مما أضعف مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه.
تحليل موقف محمد سطوحي
يقوم تحليل محمد سطوحي على قراءة متعمقة للسياسات الأمريكية المعلنة وغير المعلنة. فهو يرى أن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى في المنطقة، تتجاوز وقف الحرب في غزة. هذه الأولويات قد تشمل:
- احتواء إيران: تعتبر الولايات المتحدة إيران خصمًا استراتيجيًا في المنطقة، وتسعى إلى الحد من نفوذها. قد ترى الولايات المتحدة في استمرار الصراع في غزة فرصة لإضعاف حلفاء إيران في المنطقة، مثل حركة حماس.
- الحفاظ على أمن إسرائيل: ترى الولايات المتحدة في أمن إسرائيل أولوية قصوى، وقد ترى في استمرار العمليات العسكرية في غزة وسيلة لضمان هذا الأمن، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الفلسطينيين.
- الاستقرار الإقليمي: على الرغم من أن الصراع في غزة يزعزع الاستقرار الإقليمي، إلا أن الولايات المتحدة قد ترى في استمرار الوضع الراهن، مع بعض التعديلات الطفيفة، أفضل من البدائل الأخرى، مثل انهيار السلطة الفلسطينية أو تدخل أطراف إقليمية أخرى بشكل مباشر.
- المصالح الاقتصادية: للولايات المتحدة مصالح اقتصادية كبيرة في المنطقة، بما في ذلك النفط والغاز. قد تؤثر الحرب في غزة على هذه المصالح، ولكن الولايات المتحدة قد ترى في استمرار الوضع الراهن، مع بعض الضمانات، أقل ضررًا من البدائل الأخرى.
يرى سطوحي أن هذه الأولويات المتضاربة تجعل من وقف الحرب في غزة هدفًا ثانويًا بالنسبة للولايات المتحدة. بمعنى آخر، قد تدعو الولايات المتحدة علنًا إلى وقف إطلاق النار، ولكنها في الوقت نفسه لا تبذل جهودًا حقيقية لتحقيق ذلك، بل قد تعرقل أي مبادرة جادة لوقف الحرب.
أدلة تدعم تحليل سطوحي
هناك عدة أدلة تدعم تحليل محمد سطوحي، منها:
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: لطالما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لحماية إسرائيل من أي قرار يدينها أو يفرض عليها عقوبات. هذا الفيتو يمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي إجراء فعال لوقف الحرب في غزة.
- المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل: تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية سنوية ضخمة، مما يمكنها من مواصلة عملياتها العسكرية في غزة. هذه المساعدات العسكرية تمثل دعمًا مباشرًا للحرب.
- الدعم الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل: تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل دعمًا دبلوماسيًا قويًا في المحافل الدولية، وتحميها من أي انتقادات أو ضغوط دولية. هذا الدعم الدبلوماسي يعطي إسرائيل حرية التصرف في غزة.
- عدم ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل: على الرغم من بعض التصريحات العلنية المنتقدة لإسرائيل، إلا أن الولايات المتحدة لم تمارس أي ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف الحرب في غزة. لم تهدد الولايات المتحدة بقطع المساعدات العسكرية أو بفرض عقوبات اقتصادية أو بسحب الدعم الدبلوماسي.
التداعيات المحتملة لاستمرار الوضع الراهن
إن استمرار الوضع الراهن، حيث لا يعتبر وقف الحرب في غزة هدفًا أمريكيًا رئيسيًا، يحمل تداعيات خطيرة على المنطقة، منها:
- تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: الحرب في غزة تسببت في أزمة إنسانية كارثية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. استمرار الحرب سيزيد من تفاقم هذه الأزمة، وقد يؤدي إلى مجاعة وأوبئة.
- تأجيج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: استمرار الحرب سيؤجج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيؤدي إلى مزيد من العنف والكراهية. قد يؤدي ذلك إلى اندلاع انتفاضة جديدة أو إلى حرب إقليمية أوسع.
- زعزعة الاستقرار الإقليمي: الصراع في غزة يزعزع الاستقرار الإقليمي، ويؤدي إلى زيادة التوترات بين الدول العربية وإيران وإسرائيل. قد يؤدي ذلك إلى صراعات إقليمية أوسع.
- تقويض مصداقية الولايات المتحدة: استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، على الرغم من جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة، يقوض مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة والعالم. قد يؤدي ذلك إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
البدائل الممكنة
على الرغم من صعوبة الوضع، إلا أن هناك بدائل ممكنة لوقف الحرب في غزة وتحقيق السلام في المنطقة، منها:
- ممارسة ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل: يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والامتثال للقانون الدولي. يمكن أن تشمل هذه الضغوط فرض عقوبات اقتصادية وقطع المساعدات العسكرية وسحب الدعم الدبلوماسي.
- إطلاق عملية سلام جادة: يجب إطلاق عملية سلام جادة تهدف إلى تحقيق حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب أن تقوم هذه العملية على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأن تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
- تقديم المساعدة الإنسانية لغزة: يجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لسكان غزة، وتوفير الغذاء والدواء والمياه والمأوى. يجب أيضًا إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في غزة.
- محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب: يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين. يجب تقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إلى محاكم وطنية أخرى.
الخلاصة
تحليل الكاتب الصحفي محمد سطوحي حول أن وقف الحرب في غزة ليس هدفًا أمريكيًا في الوقت الراهن يثير تساؤلات مهمة حول طبيعة الدور الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن يدرك أن استمرار الوضع الراهن يحمل تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم. يجب العمل على ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف الحرب في غزة وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
مقالات مرتبطة