بعد قصفه للمرة الثانية مراسل الجزيرة يرصد الدمار بمنزل عائلة الصحفي أحمد حجازي بحي الصبرة
بعد قصفه للمرة الثانية: مراسل الجزيرة يرصد الدمار بمنزل عائلة الصحفي أحمد حجازي بحي الصبرة
في قلب الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، يبرز فيديو اليوتيوب المنشور على قناة الجزيرة بعنوان بعد قصفه للمرة الثانية مراسل الجزيرة يرصد الدمار بمنزل عائلة الصحفي أحمد حجازي بحي الصبرة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=heQ0CG4edRM) كوثيقة مؤلمة على حجم الخسائر الإنسانية والمادية التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون. هذا الفيديو ليس مجرد تقرير إخباري، بل هو صرخة مدوية تترجم معاناة عائلة صحفية بأكملها، وتكشف عن الوجه القبيح للحرب التي لا تفرق بين مقاتل ومدني، بين هدف عسكري ومنزل آمن.
يبدأ الفيديو بصورة بانورامية للحي المدمر، حي الصبرة، الذي تحول إلى كومة من الركام. المشهد مهيب ومفجع، فالمنازل متلاصقة، والدمار شامل، يكاد المرء لا يصدق أن هذا المكان كان يوماً ما يعج بالحياة. يتقدم مراسل الجزيرة وسط الأنقاض، حاملاً ميكروفونه، ليقدم شهادة حية على ما حدث. صوته يرتجف قليلاً، ربما تأثراً بالمشهد، وربما خوفاً من أن يتكرر الأمر ذاته. يشرح المراسل أن هذا المنزل، الذي يقف أمامه، هو منزل عائلة الصحفي أحمد حجازي، وأنه تعرض للقصف للمرة الثانية، مما يدل على حجم المعاناة التي تعيشها هذه العائلة تحديداً، وحجم الخطر الذي يتهدد الصحفيين العاملين في قطاع غزة بشكل عام.
يتجول المراسل داخل ما تبقى من المنزل. الجدران متصدعة، الأسقف منهارة، والأثاث محطم. لا يوجد شيء يوحي بأن هذا المكان كان يوماً ما مسكناً آمناً. يركز الفيديو على تفاصيل صغيرة، صور عائلية ممزقة، كتب مدرسية متناثرة، ألعاب أطفال مدفونة تحت الركام. هذه التفاصيل البسيطة هي التي تجعل المشهد أكثر تأثيراً، لأنها تذكرنا بأن الضحايا ليسوا مجرد أرقام في الإحصائيات، بل هم بشر لهم أحلامهم وطموحاتهم وحياتهم.
يقابل المراسل بعض أفراد عائلة حجازي، الذين نجوا بأعجوبة من القصف. وجوههم شاحبة، وعيونهم دامعة. يتحدثون بصوت خافت، يكاد لا يُسمع، عن اللحظات المرعبة التي عاشوها، وعن الخوف الدائم الذي يلازمهم. يصفون كيف استيقظوا على صوت الانفجار المدوي، وكيف هرعوا إلى الشارع بحثاً عن الأمان. يتحدثون عن فقدانهم لمنزلهم، وذكرياتهم، وكل ما يملكون. لكن الأهم من ذلك، يتحدثون عن فقدانهم للإحساس بالأمان، وعن الخوف من المستقبل المجهول.
تتخلل شهادات أفراد العائلة صور للدمار الهائل الذي لحق بالمنزل. يظهر الفيديو كيف تحول المنزل إلى ركام، وكيف انتشرت الشظايا في كل مكان. يركز الفيديو أيضاً على جهود الإنقاذ التي يقوم بها السكان المحليون، الذين يحاولون جاهدين العثور على ناجين تحت الأنقاض. جهودهم بطولية ومؤثرة، لكنها في الغالب غير مجدية، فالحجم الهائل للدمار يجعل مهمتهم شبه مستحيلة.
الفيديو لا يكتفي بعرض الدمار والخراب، بل يسلط الضوء أيضاً على الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا القصف. يشير المراسل إلى أن منزل عائلة حجازي ليس هو الوحيد الذي تعرض للقصف في حي الصبرة، وأن العديد من المنازل الأخرى قد تضررت أو دمرت بالكامل. يوضح المراسل أن هذه المنطقة مكتظة بالسكان، وأن القصف العشوائي يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. يثير المراسل تساؤلات حول مدى قانونية وشرعية هذه العمليات العسكرية، وعن مدى التزام الأطراف المتحاربة بالقانون الدولي الإنساني.
الأهم من ذلك، الفيديو يضع القضية الفلسطينية في صميم النقاش. يذكر المشاهدين بأن هذا القصف ليس مجرد حادث عرضي، بل هو جزء من صراع طويل الأمد، صراع يدفع ثمنه المدنيون الفلسطينيون الأبرياء. يذكر الفيديو بأن الحل الوحيد لهذا الصراع هو حل سياسي عادل وشامل، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ويضع حداً للاحتلال والاستيطان.
إن فيديو بعد قصفه للمرة الثانية مراسل الجزيرة يرصد الدمار بمنزل عائلة الصحفي أحمد حجازي بحي الصبرة هو أكثر من مجرد تقرير إخباري، إنه شهادة حية على معاناة الشعب الفلسطيني، وصرخة مدوية ضد الظلم والاحتلال. إنه تذكير دائم بأن الحرب ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إنه دعوة إلى العالم أجمع للتحرك والعمل من أجل تحقيق السلام والعدالة في فلسطين.
الرسالة التي يحملها الفيديو تتجاوز حدود المكان والزمان. إنها رسالة إنسانية عالمية تدعو إلى احترام حقوق الإنسان، وإلى حماية المدنيين في أوقات النزاع، وإلى إنهاء الحروب والصراعات التي لا تجلب سوى الدمار والخراب. إنها رسالة تدعو إلى التضامن مع الضحايا، وإلى الوقوف في وجه الظلم، وإلى العمل من أجل بناء عالم أفضل يسوده السلام والعدالة.
يبقى أن نشير إلى أن استهداف الصحفيين وعائلاتهم هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة لإسكات صوت الحقيقة. الصحفيون هم شهود العصر، ودورهم هو نقل الحقيقة إلى العالم، وإطلاع الجمهور على ما يحدث في مناطق النزاع. استهدافهم يهدف إلى منعهم من القيام بواجبهم، وإلى حجب الحقيقة عن العالم. لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يدين هذه الممارسات، وأن يحمي الصحفيين، وأن يكفل لهم حرية العمل والتعبير.
ختاماً، فيديو الجزيرة هذا، الذي يرصد الدمار في منزل عائلة الصحفي أحمد حجازي، هو بمثابة تذكير قاسي بالثمن الباهظ الذي يدفعه الصحفيون والمدنيون في مناطق الصراع. إنه دعوة ملحة للعمل من أجل تحقيق السلام والعدالة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة