والد الشهداء الستة في دير البلح صامدون على أرضنا مهما فعل بنا الاحتلال
والد الشهداء الستة في دير البلح: صمود في وجه الاحتلال
في قلب مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة المحاصر، يقف رجل تجسد فيه معنى الصمود والثبات. هو والد الشهداء الستة، الذين ارتقت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها بنيران الاحتلال الإسرائيلي. قصته ليست مجرد حكاية ألم وفقد، بل هي شهادة حية على عزم الشعب الفلسطيني وإصراره على التمسك بأرضه وهويته، مهما اشتدت المحن وتفاقمت الصعاب. الفيديو المعروض على يوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=HmhPzWDq0FU) يوثق لحظات مؤثرة من حياة هذا الرجل الجليل، ويقدم لنا لمحة عن معاناته وصبره وإيمانه العميق بالقضية الفلسطينية.
فاجعة الفقد: ستة أكباد في رمشة عين
لا يمكن لأي كلمات أن تصف حجم الفاجعة التي حلت بهذا الأب. فقد ستة من أبنائه في لحظة واحدة، ضحايا لآلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين مقاتل ومدني، بين شيخ وطفل. تصوروا معي، أيها القراء، شعور الأب الذي يرى فلذات كبده يتساقطون أمامه كالورق في مهب الريح. أي قلب يتحمل هذا الألم؟ أي صبر يمكن أن يسعفه في هذا المصاب الجلل؟
لكن هذا الأب لم يستسلم لليأس. لم ينحنِ أمام جبروت الاحتلال. بل استمد القوة من إيمانه بالله ومن حبه لأرضه، ليقف شامخاً كالنخلة، متحدياً كل أشكال القهر والظلم. كلماته في الفيديو تنطق بالعزة والكرامة، وتؤكد أن دماء أبنائه لن تذهب سدى، وأنها ستكون وقوداً للثورة الفلسطينية، ونبراساً للأجيال القادمة.
الصمود على الأرض: رسالة تحدي للاحتلال
يقول الأب في الفيديو بكلمات واضحة وصريحة: صامدون على أرضنا مهما فعل بنا الاحتلال. هذه ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي تلخيص لمعنى الوجود الفلسطيني. إنها تعبير عن إرادة شعب بأكمله، شعب مصمم على البقاء في أرضه، مهما كانت التضحيات. إنها رسالة تحدي للاحتلال، مفادها أن القوة الغاشمة لن تكسر عزيمتنا، وأن الظلم لن يطمس هويتنا.
الصمود هنا لا يقتصر على البقاء الجسدي على الأرض، بل يتعداه إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، والتمسك بالقيم والمبادئ الوطنية. إنه صمود فكري وروحي، يهدف إلى مقاومة محاولات الاحتلال لتشويه الوعي الفلسطيني، وطمس الذاكرة الجماعية.
الإيمان بالقضية: وقود الثورة الفلسطينية
إن الإيمان العميق بالقضية الفلسطينية هو ما يمنح هذا الأب وغيره من الفلسطينيين القدرة على تحمل الألم والصمود في وجه الظلم. إنهم يؤمنون بأن لهم حقاً في أرضهم، وأن الاحتلال إلى زوال، وأن النصر حليفهم في النهاية. هذا الإيمان ليس مجرد شعور عاطفي، بل هو قناعة راسخة تستند إلى الحقائق التاريخية والقانونية، وإلى الإرادة الشعبية التي لا تقهر.
هذا الإيمان هو وقود الثورة الفلسطينية، هو الذي يدفع الشباب إلى التضحية بأرواحهم من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة. هو الذي يجعل الأمهات يزغردن عند استشهاد أبنائهن، ويستقبلن الخبر بالصبر والاحتساب. هو الذي يجعل الأطفال يرسمون علم فلسطين على جدران منازلهم المدمرة، ويكتبون شعارات الحرية على أنقاضها.
رسالة إلى العالم: كفى صمتاً!
قصة والد الشهداء الستة في دير البلح هي صرخة مدوية إلى العالم، صرخة تطالب بوضع حد للظلم والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. إنها دعوة إلى الصحوة، وإلى التخلي عن الصمت المطبق الذي يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم. إنها مناشدة إلى الضمير الإنساني، وإلى القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية.
لا يمكن للعالم أن يستمر في غض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان، وعن الحصار المفروض على قطاع غزة، وعن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام معاناة شعب بأكمله، شعب يطالب بحقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم.
إن الفيديو المعروض على يوتيوب هو بمثابة شهادة حية على جرائم الاحتلال، وعلى صمود الشعب الفلسطيني. إنه دعوة إلى التحرك، وإلى الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
خاتمة: بصيص أمل في قلب الظلام
رغم الألم والفقد، ورغم الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، إلا أن قصة والد الشهداء الستة في دير البلح تحمل في طياتها بصيص أمل. إنها تذكرنا بأن الإرادة الشعبية لا تقهر، وأن الظلم لا يدوم، وأن النصر حليف الصابرين. إنها تبعث فينا الأمل بأن فجر الحرية قادم لا محالة، وأن الشعب الفلسطيني سينعم بالعيش الكريم في وطنه المستقل.
فلنستلهم من هذا الأب الجليل معاني الصمود والثبات، ولنكن عوناً له ولجميع الفلسطينيين في نضالهم من أجل الحرية والكرامة. لنقف معهم قلباً وقالباً، ولندعم قضيتهم العادلة بكل ما أوتينا من قوة. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية، وقضية عدالة، وقضية كرامة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة