أكسبتها الحرب لقب مالالا سوريا وأصبحت سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة ما هي حكاية مزون المليحاني
مزون المليحان: من مالالا سوريا إلى سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة
الحرب، بوجهها القبيح وتداعياتها المدمرة، لا تترك شيئًا إلا وتعبث به. تسرق الطفولة، وتحطم الأحلام، وتشتت الأسر. لكن في خضم هذا الظلام الدامس، تظهر قصص تبعث الأمل، قصص عن صمود وإرادة وعزيمة لا تلين. قصة مزون المليحان هي واحدة من هذه القصص، قصة فتاة سورية صغيرة تحدت الحرب بالتعليم، وحولت معاناتها إلى دافع للتغيير، وأصبحت صوتًا لملايين الأطفال اللاجئين حول العالم.
الفيديو المنشور على اليوتيوب بعنوان أكسبتها الحرب لقب مالالا سوريا وأصبحت سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة ما هي حكاية مزون المليحاني (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=AlN5foWulAI) يقدم لمحة عن حياة هذه الشابة الاستثنائية، ورحلتها من مخيمات اللجوء إلى قمة العمل الإنساني.
نشأة في ظل الحرب
ولدت مزون في مدينة درعا السورية، المدينة التي أشعلت فتيل الثورة السورية عام 2011. كانت طفلة محبة للعلم والمعرفة، تحلم بمستقبل مشرق. لكن أحلامها سرعان ما اصطدمت بواقع الحرب المرير. أجبرت عائلتها على النزوح من منزلها، والانتقال من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان. في عام 2013، استقرت العائلة في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، وهو واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
بالنسبة لمزون، كان مخيم الزعتري عالمًا جديدًا ومختلفًا. حياة بدائية، ظروف صعبة، وفقدان لكل ما كانت تعرفه. لكنها لم تستسلم لليأس. رأت في التعليم سلاحًا لمواجهة هذه الظروف، وطريقًا نحو مستقبل أفضل.
التعليم سلاح الأمل
بدأت مزون في تشجيع الفتيات الأخريات في المخيم على الالتحاق بالمدارس. كانت تجول بين الخيام، تتحدث مع الأسر، وتشرح لهم أهمية التعليم، خاصة بالنسبة للفتيات. كانت تعلم أن التعليم هو السبيل الوحيد لتمكينهن، ومنحهن الفرصة لبناء مستقبل أفضل لأنفسهن ولبلادهن.
لم يكن الأمر سهلًا. واجهت مزون العديد من التحديات، بما في ذلك مقاومة بعض العائلات التي فضلت تزويج بناتها في سن مبكرة. لكنها لم تيأس. كانت تستخدم كل ما لديها من إقناع وحجة لإقناعهم بتغيير رأيهم. كانت تؤمن بأن التعليم هو حق أساسي لكل طفل، وأنه لا ينبغي أن يُحرم أي طفل من هذا الحق بسبب الحرب أو الفقر.
بفضل جهودها الدؤوبة، تمكنت مزون من إقناع العديد من الفتيات بالعودة إلى المدارس. أصبحت رمزًا للأمل والصمود في المخيم، ومصدر إلهام للعديد من الأطفال والشباب. لُقبت بـ مالالا سوريا تكريمًا لجهودها في الدفاع عن حق الفتيات في التعليم، وتشبيهًا بملاعبة يوسفزاي، الناشطة الباكستانية التي ناضلت من أجل نفس القضية.
من مخيم اللاجئين إلى العالمية
في عام 2015، انتقلت عائلة مزون إلى المملكة المتحدة، حيث حصلت على حق اللجوء. واصلت مزون دراستها، وتفوقت فيها. لم تنس أبدًا معاناتها ومعاناة الأطفال اللاجئين الآخرين. قررت أن تستخدم صوتها ومنصتها للدفاع عن حقوقهم، والتوعية بقضاياهم.
بدأت مزون في التحدث في المؤتمرات والفعاليات الدولية، وشاركت في العديد من الحملات الإعلامية. كانت تتحدث بصدق وعفوية عن تجربتها كلاجئة، وعن أهمية التعليم للأطفال اللاجئين. لفتت كلماتها انتباه العالم، وأصبحت رمزًا للأمل والإلهام.
في عام 2017، عينت اليونيسف مزون المليحان سفيرة للنوايا الحسنة، لتصبح أصغر سفيرة نوايا حسنة في تاريخ المنظمة. من خلال هذا الدور، تمكنت مزون من الوصول إلى جمهور أوسع، والتأثير في السياسات والبرامج التي تؤثر على حياة الأطفال اللاجئين.
رسالة مزون
تؤمن مزون بأن التعليم هو مفتاح المستقبل، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لضمان حصول جميع الأطفال اللاجئين على التعليم الجيد. تدعو إلى توفير المزيد من الدعم المالي والتقني للمدارس في مخيمات اللاجئين، وتدريب المزيد من المعلمين، وتوفير المزيد من الفرص التعليمية للفتيات.
تؤكد مزون على أهمية الاستماع إلى أصوات الشباب اللاجئين، وإشراكهم في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم. تعتقد أن الشباب اللاجئين لديهم الكثير ليقدموه للمجتمع، وأنهم يمكن أن يكونوا قادة ومبتكرين ومغيرين للعالم.
قصة مزون المليحان هي قصة عن الأمل والصمود والإرادة. إنها قصة عن فتاة صغيرة تحدت الحرب والتهجير، وحولت معاناتها إلى دافع للتغيير. إنها قصة تلهمنا جميعًا، وتذكرنا بأهمية التعليم، وقوة الأمل، وإمكانية تحقيق الأحلام حتى في أصعب الظروف.
الفيديو على اليوتيوب (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=AlN5foWulAI) هو شهادة على هذه الرحلة الاستثنائية، و دعوة للعمل من أجل مستقبل أفضل لجميع الأطفال اللاجئين.
دروس مستفادة من قصة مزون المليحان
- قوة التعليم: التعليم هو أقوى سلاح يمكن أن يمتلكه الإنسان لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.
- أهمية الأمل: الأمل هو المحرك الذي يدفعنا إلى الأمام في الأوقات الصعبة، ويمنحنا القوة لمواجهة الصعاب.
- قيمة الصمود: الصمود والإصرار على تحقيق الأهداف هما المفتاح لتحويل الأحلام إلى حقيقة.
- تأثير الفرد: حتى أصغر فرد يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في العالم إذا كان لديه الشغف والإرادة.
- أهمية التضامن: يجب علينا أن نتضامن مع اللاجئين والنازحين، وأن نقدم لهم الدعم والمساعدة التي يحتاجونها.
مزون المليحان هي مثال حي على أن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة، وأن الإرادة يمكن أن تتغلب على الظروف. قصتها هي مصدر إلهام لنا جميعًا، وتذكرنا بأننا قادرون على تغيير العالم نحو الأفضل.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة